بادئ ذي بدء تعد التكنولوجيا القرين الذي بات يشاركنا تفاصيل الحياة، ونشارك الآخرين من خلاله تفاصيلنا الأخرى، ويتجلى ذلك في معظم حياتنا ومعاملاتنا اليومية، لا سيما في ظل الحكومة الإلكترونية التي ارتبطت بها أعمالنا وإنجاز معاملاتنا الحكومية عن طريق المواقع الخاصة للمؤسسات والهيئات المختلفة تلك التي كان لها من الإيجابيات الكثير من خلال توفير الجهد والوقت والمال، و تقليل الازدحام، في أماكن تلك المؤسسات.
وبطبيعة الحال تمثل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منصة أخرى للتكنولوجيا وقد أصبح مستخدموها يقضون معظم أوقاتهم في التواصل عبرها سواء من خلال متابعة المطروح على تلك الصفحات من أخبار ومعلومات أو من خلال الدخول إلى صفحات التعارف التي تربطهم بأشخاص وأصدقاء مجهولي الهوية.
مما لا شك فيه بأن قضية سرقة الهويات عن طريق التكنولوجيا من المشكلات العالمية التي زاد انتشارها في الآونة الأخيرة، حيث يعد مفهوم الجريمة الإلكترونية على أنها كل سلوك غير قانوني يتم عن طريق الأجهزة الإلكترونية، ينتج عنها حصول المجرم على فوائد مادية أو معنوية مع تحميل الضحية خسارة مقابلة، وغالبا ما يكون هدف هذه الجرائم هو القرصنة من أجل السرقة أو إتلاف المعلومات أو تزييفها ونشر مواد إلكترونية ذات محتوى مخل بالأخلاق أو دعوى لفتن طائفية.
وتجدر الإشارة إلى اقسام الجرائم التي تنقسم لثلاث فئات منها جرائم ضد الأفراد، جرائم ضد الملكية، جرائم ضد الحكومات، كل هذه الأنواع من الجرائم ترتكب بعيدا عن الرقابة الأمنية، فهي ترتكب من خلال جهاز الكمبيوتر مما يسهل تنفيذها من قبل المجرم دون التفطن إليه. هذه النوعية من الجرائم الإلكترونية عابرة للحدود لا تعترف بعنصر الزمان ولا المكان كما تتميز بالتباعد الجغرافي واختلاف التواقيت بين منفذ الجريمة والمعتدى عليه.
ولعله من المفيد نؤكد أن الجرائم الإلكترونية شملت كل الجوانب الشخصية والعامة للمواطن والدولة حيث يقوم السارق بسرقة هويتك ويستخدم اسمك لمصلحته الشخصية أو للقيام بأعمال غير مشروعة تحت اسمك، أو سرقة البطاقة الائتمانية الخاصة بك وشراء السلع والخدمات على حسابك، ومن أشهر الطرق التي يستخدمها القراصنة لسرقة الهوية هي “تصيد البيانات” حيث يتم تلقي المستخدم رسائل إلكترونية تبدو أنها مرسلة من مواقع موثوقة سواء بأجهزة الهواتف النقالة أو الموقع غير المؤمنة أو شبكات التواصل الاجتماعي والتي تعد من أبرز الأمثلة التقليدية لسرقة الهويات، إلا أنها تكون مزيفة في حقيقة الأمر، حيث تطلب مثل هذه الرسائل من المستخدم إدخال البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة.
واستخلاصا مما سبق ولتجنب الوقوع ضحية لجريمة السرقات الهوية ينبغي عليك قبل كل شيء تصنيف المعلومات التي تكشف هويتك وعدم الإفصاح عنها، وكذلك عدم فتح الروابط المجهولة أو المرفقات المشبوهة، وأيضا يتعين عليك اتخاذ الإجراءات السريعة مثل إبلاغ البنوك والمصارف لإغلاق الحسابات بأسرع وقت ممكن، وكذلك يجب ان لا نغفل متابعة الأجهزة اللوحية لأبنائنا وذلك لسهولة اختراقها من خلال الألعاب الإلكترونية.