شهد الوسط الرياضي بالسلطنة والكروي خاصة حالة من الغليان بعد خروج المنتخب الوطني من الدور الأول لبطولة كأس آسيا التي تواصل منافساتها بدولة قطر ، صابا غضبه على اتحاد كرة القدم وعلى الكرواتي برانكو وعلى اللاعبين ، وظهرت عدة مطالبات باستقالة الاتحاد أو حجب الثقة وإقالة المدرب ، وحتى يخفف الاتحاد حدة الغضب أعلن سريعا إنتهاء علاقته ببرانكو وكذلك إعلانه التوصل إلى إتفاق مع المدرب التشيكي يارسيلاف شيلهافي الذي أعلن بعدها الاتحاد من خلال بيان رسمي توقيعه مع المدرب الجديد الذي سيأتي مع طاقمه قريبا.
هذا التحرك السريع من قبل اتحاد الكرة قوبل بعدم الاستحسان ،أولا لأنه حدث فيما المنتخب لا يزال في خضم المشاركة ولم ينه مبارياته بعد، وثانيا لسرعة التعاقد وعدم ذكر أسماء تدريبية أخرى إلى جانب المدرب التشيكي للمفاضلة بينها،وثالثا لضعف السيرة الذاتية ليارسيلاف ورابعا مناشدة البعض بتولي مدرب وطني المهمة.
تساؤل تردد كثيرا عن القصد من التعاقد ( الأكسبرس) مع المدرب ، هل هو للترقيع عن الإخفاق ،أم حالة طواريء لإنقاذ الموقف خصوصا وأننا مقبلون على التصفيات المزدوجة لتصفيات آسيا وكأس العالم التي تستأنف في مارس المقبل والسعي لتصحيح المسار ،كما تساءلت الجماهير عن مدى نجاح المدرب الجديد ،وهل سينجح في مهمته أم سيكون مثل سابقيه ؟
إن نجاح المدرب يعتمد على عدة عناصر مهمه لعل من أبرزها رغبته وشغفه في العمل في البحث جديا عن عناصر جديدة تسد بعض نقاط الضعف في صفوف المنتخب الوطني، والعمل مع الاتحاد على تصحيح سلبيات مرحلة برانكو ،وتوفير الأدوات الأساسية لنجاح مهمته.
و يرى كثيرون من المتابعين لكرتنا أن المشكلة ليست في المدرب وإنما في منظومة كرة القدم بدءا من نشأة اللاعب وعمل الأندية وأساليب صقل وتطوير اللاعب وصولا إلى خطط إعداد المنتخب لكل إستحقاق ،لكن الوقت لإصلاح المنظومة في الوقت الراهن صعب للغاية ويحتاج إلى غربلة وإلى وقت طويل ،وليس أمامنا سوى إصلاح ما أفسده برانكو الذي كانت بدايته جيدة لكنه توقف عند نقطة عجز في تجاوزها ، وأطلق مبررات عدة منها ضعف الدوري وطلب المساعدة في البحث عن مهاجم، وهو نفسه الذي أعلن سابقا أنه سيذهب مع المنتخب إلى أبعد نقطة في كأس آسيا وتصفيات كأس العالم .
هنالك نقطة مهمة يجب أن لا نغفلها مع إنطلاق أول تجمع للمنتخب وقبل بدء التصفيات وهي علاج الجانب النفسي للاعبي المنتخب، ليس بسبب الإقصاء والخروج من البطولة إنما بسبب الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة من المشاركة والتي أثرت بشكل مباشر على أداء المنتخب في المباراة الأخيرة،
فلملمة هذا التصدع في غاية الأهمية إذا ما أردنا أن نحيي الروح القتالية للفريق مهما تغير الجهاز الفني لأننا في حاجة لها ونحن لازلنا في بداية التصفيات والمحطات القادمة في غاية الأهمية إذا ما أردنا حجز مقعد في كأس آسيا ٢٠٢٧ في السعودية أو الصعود إلى المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
ستطوى أو طوينا صفحة برانكو وفي إنتظار أن نبدأ صفحة شيلهافي بذكريات مواطنه ميلان ماتشالا.