إستفاد المنتخب الوطني الأول من التوقف الدولي الأول لهذا العام وأقام معسكرا داخليا بداية الشهر الجاري لعب فيه مباراة ودية مع الشقيق الفلسطيني في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر كسبها بهدفين مقابل هدف، ثم طار إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد إلى للقاء منتخبها هناك في تجربة ودية دولية من العيار الثقيل نظرا لتقدم المنتخب الأمريكي في التصنيف العالمي للفيفا وهو المركز الحادي عشر ،وخسر منتخبنا اللقاء برباعية نظيفة .
نعلم جميعا بأن المنتخب من خلال معسكره الأخير فقد ستة من دعامات المنتخب الأساسية بسبب الإصابة التي ألمت بغالبيتهم في مباريات الدوري بأنديتهم ، لكن ذلك ليس مبررا للنتيجة الثقيلة ولا للأداء الغير مقنع الذي خرج به المنتخب.
التجربة جيدة وناجحة وبها دروس عدة للجهاز الفني للمنتخب الذي يلعب للمرة الثانية مباراة ودية قوية بعد مباراة ألمانيا ولحسن حظنا أنها جاءت بطلب من الاتحادين الألماني والأمريكي.
إن اللعب مع منتخبات بتصنيف ومستوى عاليين يكشف الكثير من الجوانب التي تحجبها الانتصارات مع منتخبات بمستويات أقل ، وتضعك في المكان الحقيقي للمنتخب بشكل عام والأداء الفردي للاعبي المنتخب بشكل خاص ،كذلك تكشف أوراق الجهاز الفني وإمكانيات تعامله للمباريات الكبيرة.
إن نهج المدرب والاتحاد في الفترة الماضية هو تحسين التصنيف العالمي والآسيوي ونجح ذلك من خلال تقدم المنتخب في ترتيب جدول التصنيف .
قد يكون النهج المتبع صحيحا من خلال إبتعاد المنتخب عن المواجهات القوية في الدور الثاني من تصفيات كأس آسيا والعالم وخرجت القرعة بمجموعة سهلة وفي متناول اليد .
لكن المنتظر في الدور الثالث قد يكون صعبا وقاسيا ،حيث سينكشف مستوى المنتخب الحقيقي ويكشف ما إذا كان التصنيف يخدمنا و يجعلنا ننافس الفرق المتأهلة إلى الدور الثالث ونسايرها كتف بكتف؟
إن التصنيف بالنهج الذي كسب به المنتخب في الفترة الماضية من خلال مباريات سهلة وإنتصارات أمام منتخبات أقل منا تصنيفا قد لا يتوازى مع المستوى الحقيقي للمنتخب وبالتالي نصدم بفوارق شاسعة تؤدي إلى تساقط أوراق التوت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
تغيير النهج باللعب مع منتخبات قوية وأعلى تصنيفا سواء كانت منتخبات عالمية أوعربية تكشف لنا المستوى الحقيقي مهما كانت نتائجها وتكشف لنا أيضا نقاط الضعف والقوة وتشد من عود المنتخب قبل دخول المرحلة الشرسة والتنافس على بطاقات التأهل للمونديال الأمريكي.
لن نقارن بالآخرين من حولنا ،إلا أننا لا بد أن نشير على أن الغالبية لعبت وستلعب مع منتخبات قوية بغض النظر عما آلت أو تؤول إليه النتائج لأن الهدف بعيد المدى وهو الإستفادة من تلك التجارب وليس مجرد جدول مليء بالإنتصارات مع منتخبات سهلة .
نأمل أن يبحث المنتخب عن تجارب جديدة في الفترة القادمة والعودة باللعب مع المنتخبات الخليجية التي نتشابه مع كثير منها فنية واداريا كمنتخبات البحرين والكويت لعدم إرتباطهم بدوريات محترفة كما في الإمارات وقطر والسعودية.
التجربة الأمريكية تجعلنا نقف على نقاط وجوانب غاية الأهمية تساعدنا على الإعداد الصحيح والقوي للتصفيات الآسيوية ثم كأس العالم لتحقيق الهدف المنشود.