ذكر معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول المجلس، خلال أربعة عقود، استطاعت تخطي المعوقات وحققت العديد من أوجه التكامل بين أعضائها بفضل التوجيهات الحكيمة لقادة دول المجلس المؤسسين -رحمهم الله- والحاليين -حفظهم الله ورعاهم-، إيمانًا منهم بالأهداف السامية لهذه المسيرة المباركة، ولما فيه خير شعوبهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم.
جاء ذلك خلال تنظيم معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي لندوة خصصت لمعالي الأمين العام بعنوان “مجلس التعاون: أربعة عقود من الإنجازات نحو التكامل ومواجهة التحديات”، اليوم الأحد الموافق 1 سبتمبر 2024م، في مقر المعهد بمدينة الكويت.
واستعرض معاليه خلال المحاضرة الأسس التاريخية والدوافع التي أدت إلى تأسيس مجلس التعاون، مشيرًا إلى أن الهدف الأسمى يتمثل في توحيد الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، من جهة، واستكمال مسيرة التكامل الخليجي على كافة الأصعدة، من جهة أخرى. وأضاف أن حرص القادة المؤسسين -رحمهم الله- على إنشاء كيان خليجي موحد يعكس رؤيتهم في تحقيق التكامل والترابط الشامل بين الدول الست في جميع المجالات، وتعزيز مكتسبات المجلس وتطويرها باستمرار بما يتواكب مع التغيرات والظروف المستقبلية.
وأشار معاليه إلى أن الموقع الجغرافي لدول المجلس فرض عليها أن تكون في محيط متغير يحتوي على العديد من التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، مما يدفع للتكاتف في تعزيز وتوحيد جميع الجهود الخليجية لتجاوز هذه التحديات والمتغيرات والتغلب عليها، وأوضح أن توجيهات قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- كانت دائمًا تسعى إلى تذليل وإزالة كافة المعوقات للوصول إلى رفاه شعوبهم والعيش في بيئة آمنة ومستقرة. وقد نجحت دول المجلس -ولله الحمد- بشكل كبير في تحقيق تقدم ملموس في التكامل في العديد من المجالات.
كما ذكر معالي الأمين العام عددًا من المنجزات والمشاريع الخليجية المشتركة الحالية والمستقبلية وأثرها الإيجابي على شعوب دول المجلس، وعلاقات دول المجلس مع الدول والمنظمات في العالم أجمع.
واختتم معالي الأمين العام حديثه في هذه الندوة بتقديم شرح مفصل لما حققته دول مجلس التعاون من مكانة سياسية إقليمية ودولية، بالإضافة إلى ما حققته من مكانة اقتصادية مرموقة، مستشهداً بعدد من الأمثلة على سعي العديد من الدول والتجمعات الإقليمية لتوثيق علاقاتها وشراكاتها مع دول المجلس على كافة الأصعدة.
وفي نهاية المحاضرة، قدم معاليه الشكر والتقدير للعاملين في معهد الشيخ سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي على جهودهم الطيبة في تأسيس وتأهيل جيل دبلوماسي قادر على العمل بكفاءة في كافة الميادين الدبلوماسية الإقليمية والعالمية، مشيدًا بمستوى المشاركين في الندوة والوعي السياسي الذي أظهروه من خلال مشاركتهم بالأسئلة والمداخلات التي أثرت الندوة.