لازلنا نتذكر أول إنجاز للكرة العمانية والذي جاء عن طريق نادي فنجاء الذي حقق بطولة مجلس التعاون للأندية عام ١٩٨٩ من أمام المحرق البحريني ،تلاه إنجاز نادي عمان بتحقيقه فضية بطولة الأندية الآسيوية بنسختها القديمة في عام ١٩٩٤ في العاصمة التايلندية بانكوك بعد خسارته في المباراة النهائية من أمام فارمر يونايتد التايلندي بهدفين مقابل هدف ، ثم غابت أنديتنا طويلا عن التتويج رغم المحاولات على المستويين الخليجي والعربي ،ليأتي السيب في العام الماضي ويحقق لكرة السلطنة إنجازا غير مسبوقا بحصوله على لقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي ، وفي هذا العام أو الموسم الرياضي ٢٤/٢٣ ، وصل النهضة إلى نهائي نفس بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مجددا،حيث سيلاقي العهد اللبناني في المباراة النهائية على أمل الظفر بها والاحتفاظ باللقب وبقاءه في السلطنة.
إن ما تحققه أنديتنا عجز عنها منتخبنا الوطني الذي حقق لقبين خليجيين ،بينما عجز عن التأهل إلى الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم أو حتى الذهاب إلى أدوار متقدمة في كأس أمم آسيا رغم مشاركاته الخمس .
إن ما حققته أنديتنا هو مثار فخر للكرة العمانية وتعويضا عن إخفاقات المنتخب وبالتحديد الأول، حيث سجل منتخب الناشئين نتائج إيجابية في التسعينيات على مستوى الخليج وآسيا وصعد إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات كان آخرها ٢٠٠١ في ترينداد وتوباجو ، ومن يومها ونحن غياب !
ما تحققه الأندية هو ليس نتاج صدفة، بل هو نتيجة رغبة وعمل وإجتماع عدة عناصر.
فلعبة كرة القدم ليست لوغارتيمات ولا عمليات فيزيائية ، بل هي رسم للأهداف ثم عمل منظم وجاد ثم تحقيق تلك الأهداف، وهذه العناصر لمسانها في تجربتي ناديي السيب والنهضة.
فإدارتا الناديين وضعتا أهداف واضحة على المنافسة محليا ثم خارجيا من خلال التعاقدات المنظمة ومن خلال الدعم المقنن والإستقرار الفني ،والمصادفة الجميلة أن الإنجاز الآسيوي الأول تحقق عن طريق المدرب الوطني وبالتحديد مع المدرب رشيد جابر، ونفس الأمر تحقق مع نادي النهضة الذي يقوده المدرب الوطني حمد العزاني ،الذي نتمنى له وللفريق تحقيق اللقب .
هذا المشهد يعيدنا إلى الحديث عن المنتخبات الوطنية التي تشهد للأسف الشديد تخبطات في العمل وغياب الإستقرار الفني خلال العقود الماضية من خلال العمل بكتابة سطر ثم العودة للأسف الشديد من بداية السطر، بتغيير الأجهزة الفنية ، وعدم الإستمرارية على نهج واحد،فكل إدارة تأتي تنسف ما قامت به الإدارة السابقة بتعاقدها مع مدرب جديد وإحلال المنتخب السابق ،فمرت بنا السنين على هذه الشاكلة دون أن نحقق أي نتائج مرجوة.
أملنا أن نرى مستقبلا خططا بعيدة المدى في إعداد منتخبنا الوطني مبنية على إستراتيجيات واضحة مع تعديلات إضطرارية لبعض اللاعبين الذين تتراجع مستوياتهم الفنية سواء بسبب الإصابات أو لكبر السن أو لظروف أخرى، يقابله الإحتفاظ بركائز المنتخب الأساسية، وهذا لن يحدث إلا إذا كانت منتخبات الفئات السنية تعمل بشكل صحيح وبإنتقال منظم من مرحلة لأخرى، والشواهد كثيرة عالميا ،حيث نجحت عديد من المنتخبات خليجية وعربية كانت أوآسيوية وأوربية وغيرها في الوصول إلى الألقاب بعد تألقها على مستوى منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي وصولا إلى المنتخب الأول ،حيث يصل اللاعب من خلالها إلى ذروة عطاءه الفني وذلك نتيجة الكم التراكمي من المباريات والمنافسات.
كرة القدم بالسلطنة مليئة بالمواهب الكروية لكنها تفتقد للعمل المتواصل والبناء الصحيح لتحقيق الهدف ، ولتحقيق ذلك يجب أن تكون حلقات العمل متصلة، لأن فقدان أي حلقة منها يخل بالعمل ولن نصل إلى الأهداف المنشودة ،وسنعود إلى نقطة الصفر.