دخل اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج، بدولة فلسطين حيز التنفيذ رسميا اليوم الثلاثاء، في قرار تاريخي، لاقى ترحيبا عربيا ودوليا، وانتقادات من الاحتلال الصهيوني وداعميه.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، إن اعتراف بلاده بجانب جمهورية أيرلندا والنرويج بدولة فلسطين هو خطوة تاريخية وتتماشى مع القرارات الأممية وتتيح تحقيق السلام، مؤكداً أن بلاده لن تعترف بأي تغيير لحدود 1967، أو أي خطوات صهيونية فرضتها سلطة الاحتلال على الأرض، إلا في حال اتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين عليه.
وأكد سانشيز، في كلمة له اليوم، أن الخطوة غير موجهة ضد أي طرف، مضيفا أن الأولوية الآن هي وضع حد للأزمة غير المسبوقة في قطاع غزة وضرورة فتح المعابر المؤدية إلى القطاع.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في بروكسل، الاثنين إلى جانب نظيريه الايرلندي والنروجي «الاعتراف بدولة فلسطين إحقاق للعدالة للشعب الفلسطيني».
وتجتمع الحكومة الايرلندية قبل ظهر الثلاثاء فيما رفعت النروج الأحد مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء.
وتأمل هذه الدول الأوروبية الثلاث، واثنان منهما عضوان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وايرلندا)، في أن تحمل مبادرتها ذات البعد الرمزي، دولا أخرى على الانضمام إليها.
وتشدد هذه الدول على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنروج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمرا للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات أوسلو في العام 1993.
سلوفينيا تستعد للخطوة نفسها
وقد أعلنت سلوفينيا أيضا أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، فيما تثير المسألة اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي، إذ ترى بعض الدولة الداعمة للاحتلال الصهيوني مثل فرنسا أن الوقت «غير موات راهنا». أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.
ومع إسبانيا وأيرلندا النروج تكون 145 دولة اعترفت بدولة فلسطين من أصل 193 أعضاء في الأمم المتحدة وفق تعداد للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وتغيب عن هذه القائمة غالبية الدول الأوروبية الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وحتى الآن كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين في العام 2014، أما تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
استمرار العدوان الصهيوني
وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، كيان الاحتلال الصهيوني، وقد تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة.
واتخذ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، «إجراءات عقابية» حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة اعتبارا من الأول من يونيو.
في الأثناء، يستمر العدوان الصهيوني على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي خلف آلاف المجازر وأكثر من 36 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن 80 ألف مصاب.
من جانبها شددت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس، من لهجتها متهمة تل أبيب السبت، بارتكاب «إبادة فعلية» في غزة، فيما أكد وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن الاثنين، أن «البعض وصف قرارنا بأنه مكافأة ممنوحة للإرهاب. هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة»، مشددا على أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين ينم عن إرادة دبلن ومدريد وأوسلو «لقيام مستقبل من العلاقات الطبيعية بين الشعبين» الفلسطيني والإسرائيلي.