استقبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في منتجعه بولاية فلوريدا، الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع قد يخفف أحدث التوترات بين الزعيمين اللذين أسسا تحالفاً وثيقاً خلال رئاسة ترامب.
وقال ترامب خلال استقباله نتنياهو وزوجته سارة: “علاقتي بنتنياهو لم تكن سيئة قط.. دائما ما كانت علاقتنا جيدة”. كما شدد على أنه “يتعين إعادة الأسرى فوراً” من غزة. كما اعتبر ترامب أن التصريحات التي أدلت بها نائبة الرئيس كامالا هاريس عن إسرائيل أمس “تنم عن عدم احترام”.
من جهته، قال نتنياهو إن “الوقت سيظهر ما إذا كنا قريبين من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار” في غزة، مضيفاً أنه سيرسل وفداً إلى محادثات ستتم، الأحد، في روما بمشاركة أميركية ومصرية وقطرية. وتابع: “أعتقد أن هناك بعض التقدم في المحادثات بسبب الضغط العسكري”.
تأتي زيارة نتنياهو لترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، بعد يوم من اجتماعات في واشنطن مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس التي تنافس ترامب في السباق الرئاسي.
وعدّل الزعيم الإسرائيلي جدول زيارته للولايات المتحدة ليتوجه إلى فلوريدا للاجتماع مع ترامب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس وترامب يتنافسان بشكل متقارب على البيت الأبيض مما يدفع زعماء في العالم أمثال نتنياهو للسعي لتحقيق توازن في التعامل مع الولايات المتحدة.
ولطالما كان نتنياهو أكثر ارتباطاً بالجمهوريين مقارنةً مع الديمقراطيين.
وفي اجتماعها مع نتنياهو، ضغطت هاريس بشدة على الزعيم الإسرائيلي بشأن الوضع الإنساني في غزة في محادثات “صريحة” كانت محل متابعة بحثاً عن مؤشرات على الكيفية التي قد تغير بها السياسة الأميركية تجاه إسرائيل إذا أصبحت رئيسة.
وقالت هاريس في تصريحات عقب الاجتماع: “عبرت بوضوح عن قلقي الشديد إزاء الوضع الإنساني المتدهور هناك. ولن ألتزم الصمت”.
وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أمس الخميس، دعا ترامب إلى إنهاء سريع للحرب بين إسرائيل وحماس وإعادة الأسرى، مضيفاً أن إسرائيل يتعين عليها إدارة “علاقاتها العامة” بشكل أفضل.
وقال ترامب: “أريد منه (نتنياهو) أن ينهي الأمر وينجزه سريعاً. إنهم يتدمرون بسبب هذه الدعاية”.
وانتقد ترامب أيضاً من احتجوا على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس يوم الأربعاء.
وقاطع العشرات من الديمقراطيين خطاب نتنياهو، وعبروا عن غضبهم لمقتل آلاف المدنيين والأزمة الإنسانية الناجمة عن الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة.
تصريحات تظهر تحدياً
من جهته، دافع نتنياهو عن الجيش في تصريحات تظهر تحدياً واستنكر الانتقادات للحملة العسكرية الإسرائيلية التي دمرت غزة وقتلت أكثر من 39 ألف فلسطيني. وأشاد نتنياهو بدعم بايدن لإسرائيل.
ووسط استحسان من الجمهوريين، تطرق نتنياهو إلى سجل ترامب المناصر لإسرائيل عندما كان رئيساً. وأثنى على قرار الرئيس السابق نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
ويشير الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتنياهو إلى أن كليهما يتطلع إلى تخفيف التوترات التي تصاعدت منذ مغادرة ترامب منصبه في يناير 2021.
وأثار نتنياهو غضب ترامب عندما هنأ بايدن على فوزه في انتخابات 2020 والتي ادعى الرئيس السابق أنه خسرها بسبب تزوير النتائج.
وانتقد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخراً بسبب التقصير الأمني الذي سمح بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وأشعل فتيل الحرب.