(عودًا حميدًا)
ما إن أعلنت اللجنة العليا المكلفة بمتابعة جائحة كورونا كوفيد-١٩ بفتح أبواب زيارة محافظة ظفار والاستمتاع بموسم الخريف الذي طال انتظاره من قبل المواطنين والمقيمين والزائرين من خارج السلطنة ومع وضع بعض الاشتراطات كأخذ جرعة واحدة من اللقاح للمواطنين والمقيمين وأخذ جرعتين للزائرين، إلا وحُزمت الأمتعة وشُدت الرحال وتسابقت الناس أرضًا وجوًا قاصدين أهم مَصيف في السلطنة ألا وهو موسم الخريف بمحافظة ظفار الذي طال أمده وطفح كيل المكيال في انتظاره والحرمان من الوصول لهذا المتنفس الطبيعي بعيدًا عن الأجواء الصيفية شديدة الحرارة وعن قيود الحركة لأوقات محددة وبها يسجل الخريف إنتصاره لأنصاره، فقد كانت اللهفة تسابق الرغبة نحو الأجواء التي يحلم ويتمنى قضاء لحظاتها الجميلة كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة وكل من زارها مسبقًا وهو في انتظار زيارتها مرة ثانية وثالثة إلى أرض اللبان والكرم والأصالة إلى صلالة التي حباها الله بهذه الجنة في أرضه.
(الخريف يرحب بكم)
الأرض رحبت بمقدم الزائرين أهلاً واخضّر بساطها شوقًا والسماء اشتاقت لوعة وسكبت دموع الفرح حبًا ونسمات الرذاذ العليلة داعبت نشوة السُّمار طربًا على مد البصر في كل شبر من سهول وهضاب وجبال وجرابيب وعيون وأودية وبحار وسواحل وشواطئ دار الأصالة وأرض اللبان حيث يقضي الجميع هنا معظم أوقاتهم الجميلة متنقلين بين رحاب الأماكن السياحية الطبيعية الجميلة التي لا تقل عن أي مَصيف سياحي خارجي من حيث روعة المكان والمنظر فقط ما يحتاجه السائح أو الزائر أو المقيم إلى حد سواء للخدمات العامة المكملة لتلك الصورة البانورامية لمشهد مخملي فيه يرسم الخريف البسمة التي غيبها عنا وباء كورونا، ما إن تصل صلالة ترتسم على مُحياك الابتسامة العريضة وتطير مع الرذاذ مرحًا وفرحًا تعانق هامات السحاب وتبلغ أعالي قمم الجبال وتنتشي شعرًا ونثرًا وخاطرة أقول فيها:
وجبالها سمحان
تحكي حقب أزمان
تشامخ
تسمو
تزهو بها عُمان
وتقول للزمان
ارجع يا زمان
هذه ظفار المجد
هذه مزون
وهذه حضارة مجان
َمع تلك اللوحة الشعرية الغنائية و بكبسة زر من الهاتف المحمول النقال تتشارك مع محيطك الافتراضي بروعة وأعجوبة المكان تاركًا انطباعًا يخترق أجهزة الهواتف النقالة وألواحها الذكية في شتى بقاع الأرض وعبرها ترسل رسالة للجميع ولكل من يشاهد المحتوى إنها ليست أوروبا بل هي عُمان مقدمًا الدعوة لزيارة هذه الأماكن وبهذا أكون قد قدمت عنوانًا رافدًا للترويج السياحي للسلطنة وللمحافظة بعيدًا عن الترويج لأجل طبق البرجر المجاني.
(حزم سياحية)
ماذا لو كان هناك حزم وبرامج ورحلات سياحية منظمة وفق الاحترازات والتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة وأن تطرح هذه الحزم للمتعهدين والمقاولين السياحيين كما هو الحال مع الخواجة وطريقة سياحتهم وماذا لو تكون تلك الحزم واضحة ومتاحة لمن يرغب في الحصول عليها أسوة ببعض البرامج التي دأبت وزارة السياحة سابقًا وزارة التراث والسياحة حاليًا بتنظيمها كما هو الحال مع فعالية اكتشف صلالة مع (سوبر كارز) مؤخرًا بالتعاون مع فريق مجلس عُمان للسيارات.
وماذا لو تكون تلك الحزم بأسعار تشجيعية للمواطن والمقيم تتضمن النقل والإقامة والتغذية والبرامج السياحية والترفيهية الشبيهة بحملات الحج والعمرة وبرامج متابعة كلاسيكو وديربيات كرة القدم أو بقية البرامج الأخرى، هنا حتمًا وجزمًا سوف تخدم هذه الحزم جميع الشرائح وسيستفيد منها الكل حينها تكون الحركة السياحية مزدهرة وفي ديمومة وفق أفواج تسهم في رفد خزينة السياحة الداخلية ولا بأس أن يذهب ويُخصص جزء من تلك العوائد لتنمية وتطوير الأماكن والمرافق السياحية بالمحافظة.
(كرم الخريف)
كعادة الخريف كريم كما هم أهله لم يبخل على زواره هذا الموسم، حيث ظل مستمرًا في حضوره معوضًا الجميع عن الأيام التي أحال كورونا الجميع من التبكير في زيارة المحافظة والاستمتاع بموسم الخريف وامتد كرمه ليمهل موسم الصرب في التريث والتأني في الحضور وذلك لإكرام الكرماء من حلوا ومن نزلوا ضيوفًا عليه.
(لا نقول وداعًا)
كل من يتنفس هواء خريف ظفار العليل لابد من أن يعود ليلتقط نفس الأنفاس مرة أخرى ويعود ليتبخر من ضباب الخريف الذي يفوح برائحة البخور الظفاري واللبان الحوجري، ونحن نودع تلك النسمات العليلة الباردة والأوقات الجميلة المنعشة مع كل رشفة من ثمار جوز الهند، لا نقول وداعًا بل إلى اللقاء في خريف ٢٠٢٢م بلا كورونا إن شاء الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يعود علينا الخريف مواسم عديدة وأزمنة مديدة بعيدًا عن البلاء والأوبئة وأن يعود مهرجان صلالة السياحي يوازي قوة الخريف في قممه الشامخة وجباله الراسية وأمواجه العاتية وأن ينعم بخيراته الجميع وكل ما يصاحب المهرجان من أنشطة وفعاليات ثقافية وأدبية وفنية ورياضية وتجارية تعطي زخمًا وتنوعًا سياحيًا للزائر ، كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا الوباء والبلاء عن سائر بلاد العالم إنه سميع قريب مجيب الدعوات حفظكم الله ورعاكم جميعًا وفي أمان الله.
الأحد ٥ سبتمبر ٢٠٢١م.