رغم الكساد العظيم الذي ضربت فيه جائحةُ كورونا سوقَ النشر بقبضة من حديد، فقد صُدر حديثًا هذا الكتاب الشائق الذي يتعرّض لمحنة المرض لدى سبعٍ وثلاثين شخصية شهيرة تنتمي إلى أصقاع شتّى ومشارب عدّة. وفيه نقتنص قدرًا وافرًا من الثقافة والمتعة، ونمرُ بتجارب وأحداث تنضح بالعظة والعبرة، علاوة على صيد ثمين من المعلومات الطبيّة الرصينة بأسلوب جمّع بين الدقّة والتبسيط، وضمّ إلى أناة العلم جمال الأدب.
ومن وراء صفحاته الثلاثمائة وفصوله الأربع، سندرك بجلاء أنّ المشاهير بشر ككلّ البشر يمرضون ويتألّمون، ونتبيّن مقدار نعمة العافية التي لا يعلوها سوى نعمة الدِّين، وهو ما يدعونا إلى رفع أكفّ الحمد والضّراعة إلى ربٍّ كريم خلق فسوّى وقدّر فهدى وابتلى فلطف، وصدق العظيم الجليل إذ يقول في محكَم التنزيل: “وإذا مرضتُ فهو يشفين” [الشعراء] .