أ ف ب – العربي
أعلنت اسرائيل الجمعة أنها سمحت بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى قطاع غزة لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في اليوم الثاني والأربعين للحرب في غزة.
وقال تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن مجلس الحرب “وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الأمن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يوميا”.
وأضاف أن ذلك يأتي “لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي”.
وبحسب هنغبي، يتيح ذلك لإسرائيل “مساحة المناورة الدولية المستمرة اللازمة للقضاء على حماس”.
وذكر المسؤول أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس.
وأشار هنغبي إلى أن الهدف من هذا الإجراء هو دعم الحد الأدنى لأنظمة المياه والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء المنطقة وتلحق الضرر بسكان القطاع والجنود وحتى إسرائيل.
ومساء الجمعة، أعلنت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية المشرفة على معبر رفح مع مصر إدخال 17 ألف لتر من الوقود لتغذية مولدات الكهرباء العائدة لشركة الاتصالات.
وأفادت الهيئة في بيان عن “إدخال 17 الف لتر من السولار عبر معبر رفح البري لصالح شركة الاتصالات قبل قليل”. وكانت شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل” أعلنت الخميس الانقطاع “الكامل في خدمات الاتصالات… بعد منع ادخال الوقود ونفاد كافة مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية”.
ضغوط أمريكية
وأفاد مسؤول أمريكي رفيع بأن واشنطن تمارس ضغوطا على حليفتها إسرائيل منذ أسابيع للسماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة.
ونقل وزير الخارجية أنتوني بلينكن هذه الرسالة في مكالمتين هاتفيتين الأربعاء مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والخميس مع بيني غانتس الذي يشارك في حكومة الحرب المصغرة، وفق المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وشدد بلينكن خصوصا على أنه لم يعد من الممكن تأجيل تسليم الوقود في ظل خطر وقوع كارثة إنسانية.
وينص الاتفاق بشأن الوقود الذي من المقرر أن يبدأ إيصاله السبت، وفق المسؤول الأميركي، على تسليم ما يصل إلى 140 ألف لتر عبر معبر رفح الحدودي كل 48 ساعة، منها 20 ألف لتر مخصصة لمولدات الكهرباء للحفاظ على الاتصالات البالغة الأهمية لضمان تنسيق المساعدات.
وتدعو الأمم المتحدة منذ أسابيع إلى توصيل كميات كبيرة من الوقود إلى قطاع غزة، لا سيما للسماح للمستشفيات بالعمل وتنقل الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية.
وقطعت إسرائيل جميع إمدادات الوقود عن القطاع بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، ولم تسمح حتى الآن سوى بدخول شحنة من 23 ألف لتر وقود في 15 نوفمبر لتشغيل شاحنات التوزيع التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقالت الأونروا إن تلك الكمية تمثل حوالى “تسعة بالمئة” فقط مما تحتاجه يوميا.
وبعد إعلان إسرائيل، قال متحدث باسم الأونروا لوكالة فرانس برس إن شاحناتها ليس لديها حتى ما يكفي من الوقود للوصول إلى الحدود لملء خزاناتها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الأونروا أن 70% من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة لم يعد بإمكانهم الحصول على المياه النظيفة في جنوب غزة، حيث بدأت مياه الصرف الصحي غير المعالجة تتدفق إلى الشوارع.