عدنا خائبين من الدوحة بعد مشاركتنا الهزيلة في بطولة كأس آسيا قطر ٢٣، فقد خيب المنتخب الوطني لكرة القدم آمال وأماني الجماهير العمانية داخل السلطنة والجماهير التي زحفت نحو الدوحة براً وجواً وتلاشت الأحلام التي بنيناها في أقل تقدير للوصول إلى دور الستة عشر الذي راهنا عليه أمام الجميع، فبعد الأداء الباهت والمستوى الهزيل الغير مقنع والذي يوحي بأن الفريق لن يذهب بعيداً، إذ اتضح ذلك مع فكر برانكو العقيم ومع أسلوب اللعب المتقلب الذي ينتهجه ومع قراءته الغير صحيحة للمنتخبات المنافسة ولمجرى المباريات الثلاث التي لعبناها ابتداء من المباراة الأولى أمام المنتخب السعودي التي ضاعت تحت أقدام لاعبينا بعد أن تقدمنا لمدة ساعة وست دقائق ولم نعرف المحافظة على الهدف إلى أن أتانا العقاب من عبدالرحمن غريب وعلي البليهي في الوقت البدل الضائع وضاعت منا المباراة وضيعنا برانكو في خطته الدفاعية التي انتهجها بعد الهدف المبكر الذي أحرزناه ولم يبق لاعب في الفريق إلا ولعب مدافعاً حتى خرجت الجماهير الرياضية بتعليقات تسخر من برانكو إيفانكوفيتش مدرب المنتخب مطالبة إياه باستدعاء من يشاء من الجماهير الحاضرة في الملعب للنزول لأرضية الملعب وتقديم المساعدة والعون للعشرة اللاعبين الموجودين في أرضية الملعب من خلال المنظومة الدفاعية التي طبقها في المباراة.
لم نفق من صدمة خسارة المباراة الأولى إلا وأدخلنا برانكو في حسابات معقدة بعد أن تعادلنا مع منتخب تايلاند ليخرج برانكو بتصريح يطالب فيه الجماهير أن يرشحوا له مهاجما لكي يفك شفرة التهديف متناسياً أنه قضى أربع سنوات في تدريب المنتخب وأنه لم يستطع أن يصنع لاعبا هدافا وأن اللاعبين من يحتفظ بهم في خط الهجوم الحالي منتهين الصلاحية ووجودهم في المنتخب عالة على الفريق وتعب نفسي على زملائهم اللاعبين وعلى مشجعي المنتخب.
رغم كل ما حصل في المباراتين كنا متمسكين بحظوظ الصعود لدور الستة عشر وكنا متفائلين إلى أبعد الحدود بأن يفوز المنتخب في مباراته أمام منتخب قيرغيزستان التي ظهر فيها المنتخب في أسوأ حالاته وكاد أن يخسر المباراة لولا لطف الله و دعاء الوالدين خرج متعادلا مع منتخب أقل منه مستوى و تصنيفا و إمكانيات، ولدى سؤالي للمدرب في المؤتمر الصحفي ما بعد المباراة عن تلك الجزئية قال: إن منتخبنا سيطر على اللعب وكل الإحصائيات تنصب من نصيب المنتخب وأن المنتخب قدم مباراة جيدة. وسألته: و النتيجة؟ أجابني: هدف لهدف!!! قلت له: ماذا بعد؟ قال: لن نتأهل، وسنعود لمسقط.
هكذا أسلوب برانكو إيفانكوفيتش في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها قبل وبعد المباريات إذ ينتهج أسلوب المراوغة واللف والدوران والعاطفة والتمسكن لتخدير وسائل الإعلام وبالأخص الغير عمانية التي لا تعرف أسلوب حديثه، إذ كل ما يقوله بعيدا عن الواقع وهنا لا نلقي اللوم عليه حيث لا يوجد من يتابع المدرب في تصريحاته وما يقوله لوسائل الإعلام كما هو الحال في الجانب الفني الذي ينفرد في تشريعه وتنفيذه ولا أحد يستطيع مناقشته أو محاسبته.
عموماً خروج المنتخب من الدور الأول في بطولة كأس آسيا هذا الأمر لم يأت بمحض صدفة بل هي تراكمات لواقع الرياضة المرير التي تعيشه أغلب الاتحادات الرياضية بالسلطنة (إلا من رحم ربي) هذا الأمر ليس في اتحاد كرة القدم فقط بل أغلب الاتحادات تعاني من ترهلات إدارية وفنية وانشقاقات وخلافات داخلية ونستشهد بذلك لما حصل مؤخرا في أروقة الاتحاد العماني للكرة الطائرة الذي استقال منه أربعة أعضاء ونائبين للرئيس لتلك الأسباب التي ذكرناها، وكل ذلك يعود للجمعيات العمومية التي تُغلِّب مصالح أنديتها على مصالح الرياضة العمانية في انتخاب واختيار مجالس إدارات الاتحادات الرياضية التي تساوم على صوتها في الانتخابات لضمان حصول مرشحها لصوت في اتحاد ما، بغض النظر عن المرشح الذي تدفع به إذا كان مهيأ ليكون عضو مجلس إدارة في اتحاد ما ويكون إضافة تسهم في تطوير المنظومة، إذ أن أغلب أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية الحالية بعيدين كل البعد عن شيء اسمه رياضة ناهيك عن اللعبة التي ترشح لها وكل متابع لمسيرة الرياضة العمانية يعي ذلك ويعرف ما يدور في الانتخابات برغم القوانين والتشريعات الأخيرة التي سنتها قوانين الانتخابات ولكن للأسف الشديد الجمعيات العمومية لا يهمها أن تسير الرياضة بالشكل الصحيح نحو التطور و التقدم و المنافسة، بالتالي هذا هو واقع رياضتنا التي ينطبق عليها المثل *إذا بغيت لبنها برَّق في وجنها*.