كشفت الجزائر لأول مرة وبشكل علني عن منظومة صواريخ «إسكندر إم» الباليستية التابعة للجيش الجزائري، الذي استحوذ عليها من روسيا في الفترة ما بين عامي 2012 و2017، بحسب قناة «روسيا اليوم».
ونشرت قناة «AL24» الجزائرية لقطات، ظهرت فيها منصات إطلاق محمولة للصاروخ الروسي الذي يتراوح مداه من 250 إلى 500 كيلومتر، خلال عرض عسكري جزائري بمناسبة عيد الاستقلال (الأول من نوفمبر).
وتعد الجزائر واحدة من 3 دول مشغلة للنظام فضلاً عن روسيا، إذ تسلمت كل من بيلاروس وأرمينيا المنظومة الروسية القوية، وظل الجيش الجزائري لسنوات مصنفاً كأكبر مشغل بـ 48 منصة إطلاق في الخدمة، وفقاً لمجلة Military Watch.
ونظراً للحجم غير المعروف لعمليات الاستحواذ البيلاروسية، تظل القوات المسلحة الجزائرية صاحبة لقب أكبر مشغل للنظام الروسي.
ما منظومة «إسكندر إم»؟
تمثل منظومة «إسكندر» الفئة الأكثر قدرة من أنظمة الصواريخ الباليستية التكتيكية في إفريقيا أو العالم العربي، وهي واحدة من العديد من أنظمة الأسلحة البارزة التي حصلت عليها الجزائر في السنوات الأخيرة من روسيا، إلى جانب منظومة S-400، ومئات من دبابات T-90، ومركبات القتال Patnsir-SM، وغواصات هجومية محسنة من فئة Kilo، ومقاتلات Su-30MKA، وMIG-29M.
وتعتمد المنظومة بشكل وثيق على نظام الصواريخ الباليستية السوفييتي Oka-U، وتستخدم مساراً منخفضاً شبه باليستي مشابهاً للقدرة على إجراء مناورات طيران مكثفة طوال مسار رحلته.
ومع ارتفاعات تصل إلى حوالي 50 كيلومتراً، يصعب للغاية كشف صواريخ Iskander-M 9K720 وتعقبها، ويمكنها أيضاً استخدام زعانفها للمناورة بشكل أفضل بكثير من الصواريخ على المسارات الباليستية القياسية.
ولم تعد منظومة «إسكندر إم» متاحة للتصدير، بسبب احتياج روسيا لأعداد أكبر من تلك الأنظمة في حربها على أوكرانيا، ما يجعل الأنظمة التي تمتلكها الجزائر لا يمكن الاستغناء عنها إلى حد كبير.
وتطلعت الجزائر بشكل خاص إلى الصين للحصول على جزء متزايد من إمداداتها من الأسلحة، بسبب التفاوت المتزايد في التطور بين أنظمة الأسلحة الصينية والروسية لصالح الأولى، وكذلك بسبب عدم قدرة روسيا على توفير المعدات للتصدير.
مهمة للأمن الجزائري
وأثبت النظام فعاليته العالية في أوكرانيا، وتم تصويره وهو يحيد أنظمة الدفاع الجوي الأميركية بعيدة المدى MIM-104 Patriot في مناسبات متعددة، وفي بعض الحالات يتجنب نيران الاعتراض أثناء القيام بذلك.
ويُنظر إلى القدرة على مواجهة أقوى أسلحة الكتلة الغربية على أنها «مهمة» للأمن الجزائري، بعد هجوم حلف «الناتو» على ليبيا المجاورة في عام 2011.
وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية نشرت، في العام 2018، أن الجزائر حصلت من موسكو على عدد من المنصات «تكفي لتشكيل لواء صواريخ كامل من صواريخ إسكندر الروسية.