الحديث عن الوطن والمواطن لا يقتصر حول المنطقة التي أعيش فيها ، ولكن كل شبر من هذا الوطن هو موطني وأهلها هم أحبتي وأهلي ، ولذلك سوف أذهب بكم هذا المساء إلى ولاية دبا تلك الولاية التاريخية العريقة من هذا الوطن الغالي ، ولرُبما الكثير من العمانيين لم يتمكن من زيارة هذه الولاية العمانية الواقعة في شمال السلطنة ، التي يحيط بها بحر عُمان من جهة الشرق وتحيط بها من الجهات الثلاث الأخرى الجبال الشاهقة ودولة الإمارات العربية المتحدة .
الحقيقة أن الحكومة عودّتنا بمّد شبكات التنمية لكل أرجاء السلطنة ومنها المناطق البعيدة، ولذلك أسعدني خبر توقيع وزارة الزراعة والثروة السمكية إتفاقية تنفيذ مشروع تطوير ميناء الصيد البحري في ولاية دبا بمحافظة مسندم ، مع شركة الصاروج للإنشاءات بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 40 مليون ريال عماني ، حيث يشتمل مشروع تطوير ميناء الصيد البحري بولاية دبا على أربعة مكونات ، ولذلك تواصلت مع بعض الأحبة الذين جمعتنا بهم هذه الحياة ، لتهنئتهم بالمشروع الحيوي الذي جاء مع باكورة منجزات النهضة المتجددة التي يقودها مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ، وكذلك لمعرفة ما وصل إليه مشروعهم الذي يسعون إليه منذ فترة طويلة حول تأسيس شركة دبا العالمية للتطوير والاستثمار حيث تعتبر شركة مساهمة عمانية مقفلة ، وذلك بهدف إقامة مشاريع يستفيد منها الأهالي ومن ثم المساهمة مع الحكومة في تطوير وتنمية ولايتهم ، ولكن تفاجأت بأن المشروع لم يكتب له النجاح للآن ، وذلك لأن المبلغ الذي قام الأهالي بتجميعه لرأس مال الشركة لم يتجاوز المائة ألف ريال ، في حين أن الشروط الموضوعة في رأس مال مثل هذه الشركات مطلوب أن يكون خمسمائة ألف ريال ، ولكون ظروفهم المالية لا تسمح لتجميع مثل هذا المبلغ ، إلا أن لديهم رغبة وعزيمة لخدمة مجتمعهم ووطنهم ، وفي ذلك يجدون دائمًا الدعم والتعزيز من معالي السيد المحافظ وكذلك سعادة الشيخ الوالي وسعادة عضو مجلس الشورى ممثل الولاية ولهم كل الشكر والتقدير ، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف توجهوا برسائل لبعض الجهات الحكومية المختصة لإعفاءهم واستثناءهم من شرط توفر خمسمائة ألف ريال رأس مال الشركة ، أو أن يتم دعمهم بهذا المبلغ لكي يتم استكمال بقية اجراءات تسجيل الشركة ، إلا أنه وللأسف الشديد لم يتم الاستثناء ولم يحصلوا على الدعم حتى الآن ، ولذلك كلنا أمل وثقة في مؤسسات الدولة المختلفة في الوقوف مع أبناء هذه الولاية ودعمهم ليتمكنوا من تأسيس هذه الشركة لتقوم باستيراد مختلف السلع التي يحتاجها أهل الولاية وخصوصًا إذا ما علمنا أن غالبية احتياجات المجتمع في ولاية دبا في الوقت الراهن تقوم العبارات بمدهم بالسلع عن طريق ميناء ولاية شناص ، ولكن سابقًا الغالبية يأتي من المدن المجاورة التابعة للأشقاء بدولة الإمارات ، إلا أن هذا الوضع يكلف الجميع مزيدًا من الجهد والعناء وفرق العملة والضريبة ، فلماذا لا نقوم بدعمهم وتعزيزهم ليتمكنوا من تنفيذ المشاريع المختلفة كاستيراد مختلف السلع وبناء المراكز التجارية وغيرها ، وفي موضوع تنفيذ مشروع تطوير ميناء الصيد البحري بولاية دبا ، أجده فرصة لمثل هذه الشركة في المساهمة مع الشركة المنفذة نحو تشييد هذا المشروع الحيوي ، كمثل إسناد توفير الردميات والصخور التي يحتاجها هذا المشروع الكبير وهو متوفر بإذن الله في جبال وأودية الولاية ، وفي المثل العربي ( أهل مكة أدرى بشعابها ) ولذلك فرصة أن يسند للأهالي هذه المهمة ، وخصوصًا أن هذه الخطوة إذا ما تمت ستساعد في رفع رأس مال الشركة التي ستقوم باستثماره في مشاريع حيوية بالولاية ، وهو دائمًا ما تسعى إليه الحكومة حسب علمي في مثل هذه المشاريع ، من وضع شرط منح نسبة معينة لشركات المجتمع المحلي التي يوجد فيها ذلك المشروع من باب تعزيز ودعم تلك الشركات ، كذلك يمكن لهذه الشركة الأهلية أن تنوع في عملية الاستثمار إذا ما وجد الدعم والتعزيز لها من الجميع ، لأن الولاية بها فرص استثمارية عديدة ، ففيها فرص استثمارية سياحية وفرص استثمارية معدنية وفرص استثمارية سمكية ، وكما يعلم الجميع يوجد بها منتجع عالمي وهو منتجع ( الحواس الست ) ويرتاده مشاهير العالم وأغنيائهم ، وفي مجال الثروة السمكية جاءت التقارير الأخيرة لتبين أن ولاية دبا تبيع في السنة الواحدة أسماك بكميات وفيرة ، كما أن ثروة المعادن بهذه الولاية تحتوي على صخور ومعادن متنوعة ، لذلك أصبح من الضرورة تمكين المشاريع الوطنية التي يُديرها أهل المجتمع وخصوصًا في مثل الوضع الخاص الموجود لولاية دبا ، وهناك مؤسسات حكومية عديدة من الممكن أن تقوم بدعم هذه الشركة ، لكي يكتمل تأسيس هذه الشركة لترى النور في هذا الموقع الهام من الوطن ، كما أن الدعوة متاحة لأي مؤسسة خاصة أو أي مواطن يجد في نفسه القدرة لدعم أبناء وطنه وبكل تأكيد هو دعم لاقتصاد الوطن ، وختامًا أتمنى أن يأتي اليوم الذي توجه لنا دعوة لحضور حفل افتتاح شركة دبا العالمية للتطوير والاستثمار ، لنحتفل معهم سويًا بهذه الخطوة الرائدة التي نتمنى من الجميع أن يخطو مثلهم نحو خدمة المجتمع والوطن .
Humaid.fadhil@yahoo.com