ما أن يخطر ببالك أن تشد الرحال إلى أندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا والقريبة من ماليزيا وسنغافورة والفلبين
إلا وأن تضع في الحسبان زيارة العاصمة جاكرتا والمناطق الجبلية باندونق، بونشاك والجزر جاوا، بالي، لومبوك، سومطرة.
ولك أن تتخيل أن عدد الجزر في أندونيسيا ١٧٥٠٨ جزيرة وأهمها جزيرة بالي الأندونيسية الواقعة في الأطراف الغربية بين جزيرتي لومبوك وجاوا، هذه الجزيرة التي يقصدها الملايين من الزوار سنويًا من مختلف دول العالم لأجل الاستمتاع بمناظرها الطبيعية في جميع أرجائها وهي إحدى أجمل الجزر وأهم المناطق السياحية في أندونيسيا.
هذه الجزيرة الصاخبة استقطبت في عام ٢٠١٩م مايقارب ٦ ملايين سائح والتي لا تعترف بالصمت طيلة اليوم، إذ تتنوع بها البرامج والأنشطة السياحية العديدة المقدمة للسائح والتي لا تعد ولا تحصى، حيث تنشط المكاتب السياحية في كل بقعة وكل شبر من جنبات وأرصفة شوارعها، ملبية رغبات وأذواق مختلف السواح وعن كل ما يبحثون عنه من برامج وأنشطة كلٌ على حسب رغباته وميوله وميزانيته.
هذا الصخب لا يقتصر على جزيرة بالي فقط بل تعدى ليصل إلى كل المناطق السياحية في أندونيسيا ويعد هذا الصخب مرحبًا به من الجميع هنا في أندونيسيا ولا يسبب أي إزعاج لأي طرف، بل يعود بالنفع على البلد وعلى أبناء البلد بشكل عام إذ تتبوأ أندونيسيا المركز الـ ٣٢ دوليًا من أصل ١١٧ دولة من حيث مؤشر تنافسية السياحة وذلك عن إحصائية مركز السياحة العالمي حيث بلغ عدد زوار أندونيسيا خلال العام ٢٠٢٢م ، ١١.٠٧٢.٠٠٠ مليون سائح وذلك وفق إحصائية منظمة السياحة العالمية، وتعد السياحة في أندونيسيا عنصرًا هامًا من حيث المساهمة في الدخل القومي للاقتصاد بنسبة ٣٪ من الناتج المحلي بواقع دخل ٢٠ مليار دولار أمريكي تقريبًا لذلك لا مجال للعمل في صمت في هذا البلد حيث لابد من الضجيج الذي يجب أن يصل إلى كل دول العالم وأن يعرف الجميع ما الصخب الذي تفعله أندونيسيا لاستقطاب السواح.
نعم إذا كان هذا الصخب والضجيج له مردوده الإيجابي ويسهم في رفد ميزانية وخزينة الدولة ويدعم الاقتصاد الوطني ويساعد في خلق وظائف لأبناء البلد سواءً في السياحة أو كل ما يتعلق بها، ما المانع إذًا من هذا الصخب والقيام بالضجيج،
لماذا لا نخبر العالم بأن الوطن العربي موجود على خارطة السياحية العالمية ويمتلك كل المقومات السياحية التي يبحث عنها السائح.
أما العمل في صمت والتقوقع في معزل عن السياحة العالمية فهذا لا يخدم رؤى وتطلعات الشعوب، اليوم لابد منا أن نُسمع العالم ضجيجنا الذي هو في حاجة لمعرفة ماذا قدمنا وماذا نقدم في تطوير هذا الجانب وأن نستغل كل ما يُتاح لنا من فرص من شأنها مساعدتنا في إيصال ضجيجنا هذا للعالم وأن لا نصمت.