وكالات – العربي
دعت ليندا غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة لوقف الحرب المستمرة في السودان منذ ما يقارب العام لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وتحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب.
كما طالبت غرينفيلد القادة الإقليميين والعالميين بدعوة الأطراف المتحاربة بشكل لا لبس فيه وعلنا إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأكدت غرينفيلد أن إدارة بايدن ستواصل دعم هذه الجهود الدبلوماسية، مضيفة: “تعمل الولايات المتحدة على توحيد اللاعبين المعنيين حول الهدف المشترك المتمثل في منع تفكك السودان، الأمر الذي من شأنه أن يغذي عدم الاستقرار في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي. ونحن نعمل أيضا مع القادة الشجعان على مستوى القاعدة الشعبية لبناء الزخم نحو مستقبل أفضل، يستطيع فيه الشعب السوداني تحقيق تطلعاته إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا”.
وانتقدت السفيرة الأميركية الصمت الدولي حيال الأزمة السودانية، وقالت “من خلال أصوات إطلاق النار والقصف، سمع شعب السودان صمتنا. جعلهم يتساءلون عن سبب التخلي عنهم ونسيانهم. يجب على المجتمع الدولي، بعد طول انتظار، أن يتحدث علنا وأن يعمل معا لإنهاء هذا الصراع الذي لا معنى له”.
وأضافت غيرنفيلد أن الصراع الحالي لن يتم حله في ساحة المعركة بل على طاولة المفاوضات، مما يستوجب على أصحاب النفوذ أن يدفعوا الأطراف المتحاربة نحو السلام.
مخاطبة الأزمة الإنسانية
شددت السفيرة الأميركية في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الإثنين على ضرورة أن ينظر المجلس في كل الأدوات المتاحة له، بما في ذلك السماح بنقل المساعدات من تشاد وجنوب السودان إلى السودان، كما فعلت الأمم المتحدة مع تدفقات المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وقالت إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في قيادة هذه المبادرة.
ولا تزال المنظمات الدولية تواجه صعوبات كبيرة في توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، رغم إعلان كلمنتين نكويتا سلامي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة للشؤون الإنسانية في السودان، في السادس من مارس موافقة السلطات السودانية على تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى فإن أكثر من 25 مليون سوداني أي نحو 65 في المئة من السكان باتوا بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
ورأت غرينفيلد أنه ينبغي على الأمم المتحدة تعيين مسؤول إنساني رفيع المستوى خارج السودان للإشراف على وصول المساعدات الإنسانية، وتوسيع نطاق جهود الإغاثة.
أشارت غرنفيلد إلى الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة بشأن الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبها طرفا القتال في حق المدنيين منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.
وشددت على أنه “علينا أن نكسر دائرة الإفلات من العقاب. يجب علينا أن نطالب بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع التي تحدث أمام أعيننا، وهي الفظائع الموثقة بتفاصيل مروعة في تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا، كما يجب علينا جميعا أن نقف وراء التحقيق المستمر الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في المنطقة، وجهود التوثيق المحلية والدولية ومبادرات المساءلة الأخرى”.
ردود أميركية على الوضع في السودان
– فرضت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة عقوبات شملت أكثر من 10 شركات وشخصيات تتبع للجيش والدعم السريع وعناصر من تنظيم المؤتمر الوطني “الإخوان”.
– طالب مجلس النواب الأميركي باتخاذ تدابير عاجلة لوقف الحرب وفرض عقوبات صارمة على طرفيها وتعليق عضوية السودان في كافة المنظمات الدولية والإقليمية إلى حين عودة الحكم المدني.
– عينت واشنطن توم بيريلو مبعوثا خاصا للولايات المتحدة للسودان، وبدأ الأخير الأسبوع الماضي مهامه بجولة في المنطقة، صرح خلالها بأن الخيار الوحيد المتاح لوقف المأساة الإنسانية المتفاقمة في السودان هو العمل على إسكات البنادق وتسليم السلطة للمدنيين، وحذر من خطورة عودة الفصائل المتشددة لتصدر المشهد بعد اندلاع الحرب في البلاد.