إذا ساعدت الكلاب في اكتشاف حالات السرطان، فما الذي يمنع من الاستعانة بها لاكتشاف إصابات كورونا؟! وبالفعل انطلقت تجارب فريدة في هذا الاتجاه والنتائج المحصل عليها إلى الآن واعدة..
منذ سنوات طويلة تستعين الأجهزة الأمنية في عدد من دول العالم بالكلاب لاكتشاف الألغام والمتفجرات إلى جانب المخدرات بشتى أنواعها، ومؤخرا نجحت الكلاب بفضل حاسة الشم الخارقة لديها في التعرف على أنواع مختلفة من السرطان وحتى التعرف على نزول نسب السكر لدى مرضى السكري، وذلك بعد فترة تدريبية لأشهر.
تجربة الكلاب مع داء السرطان على وجه الخصوص، وثقت قدرتها الهائلة على الشم، فعدد من الدراسات تشير إلى أن هذه الحيوانات التي تحتوي أنوفها على 300 مليون كاشف للرائحة، قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية، وللمقارنة لا يحتوي الأنف البشري سوى على ستة ملايين كاشف فقط.
عوامل دفعت العلماء إلى تبني فرضية أن ما نجحت فيه الكلاب مع داء السرطان قد تنجح فيه مع فيروس كورنا المستجد.
وفي ذات السياق، بدأ الجيش الألماني في التفكير في أفضل صديق للإنسان لرصد إصابات فيروس كورونا المستجد، في خطوة لم تبق حكرا على ألمانيا فحسب، وإنما شملت الولايات المتحدة وفنلندا وبريطانيا، حيث يتم تدريب الكلاب على اكتشاف فيروس سارس – كوفيد من خلال عينات اللعاب. كما توجد اختبارات أخرى باستخدام عينات البول والعرق، وقد حققت هذه التجارب نتائج مشجعة، كما يشير إلى ذلك موقع “دي فيلت” الألماني.
وبمشاركة معهد “تيهو” التابع للقسم البيطري بجامعة هانوفر، أطلق الجيش الألماني تجربته اعتمادا على عشرة كلاب تنتمي إلى مدرسة ترويض الكلاب التابعة للجيش في مدينة أولمن (غرب).
وتنحدر الكلاب المشاركة في هذه التجربة لسلالة الراعي الألماني وكوكر سبانيل والمسترد الذهبي.
الملفت أن معدل الصواب في النتائج المُحصل عليها بلغ 80 بالمائة، ومن المنتظر الإعلان عن نتائج موثوقة لهذه التجربة في الأسابيع القادمة، حسب الجهات المسؤولة.
وحتى الآن تقوم الكلاب باستنشاق عينات لعاب من مصابين، وذلك بعد إبطال ضرر الفيروس فيها كيميائيا. وعقب إتمام هذه المرحلة من التجارب، تبدأ تجارب شم الفيروسات النشطة في اللعاب البشري.
وتشدد الباحثة بمعهد ”تيهو“ للطب البيطري في هانوفر، باولا يندرني أنه “ينبغي أن تتم هذه التجارب تحت ظروف مختلفة تماما، ففي النهاية يتعيّن علينا ضمان عدم انتقال الإصابة بكورونا لأي كائن من خلال العيّنات شديدة العدوى”.
غير أن التحديات التي تواجه المشرفين على التجربة، تتجلى في تحديد القطاعات العسكرية والمدنية، التي في إطارها ستقوم الكلاب بمهمتها القادمة. وإلى ذلك الحين، لا تزال الطريق طويلة قبل أن تصبح الكلاب على أتمِّ استعداد للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، حسب مدرسة الكلاب الخدمية التابعة للجيش الألماني.