تتساقط أرقام المدربين الأجانب الذين توالوا على تدرب المنتخب الوطني ، ومن جنسيات مختلفة بداءا بالمدرب المصري ممدوح خفاجي أول مدرب يقود منتخبنا الوطني في أول مشاركة بكأس الخليج عام ١٩٧٤ ، ثم إختلفت المدارس التدريبية التي أشرفت على منتخباتنا منها البرازيلية والفرنسية والإيرانية والتشيكية والهولندية والألمانية نهاية بالكرواتية ،وكما ذكرنا بينها عربية متمثلة في المصريين ممدوح خفاجي ومحمود الجوهري والتونسيين حميد الذيب والمنصف المليتي.
كل هذه المدارس ومن ضمنها مدربون وطنيون لم ننجح معها في الوصول إلى مبتغانا أو أهدافنا الأسمى وهي الحصول على لقب قاري أو عالمي او بلوغ الأولمبياد والمونديال وهي أقصى طموح في كرة القدم .
نتساءل طوال تلك السنوات ،لماذا لم نصل لأهدافنا ، ولماذا لم تتحقق رغم مضي أكثر من ٥٢ عاما عقب إعلان أول نشاط رسمي لكرة القدم في البلاد؟.
تتكرر الأسئلة وتظهر بعدها محاولات للإجابة عليها ،لكنها للأسف دون جدوى ليبقى الحال على ماهو عليه ويبقى لب المشكلة قائما بلا حل ، وكل ماحدث في السابق مجرد محاولات للأسف لم يحالفها النجاح.
في أي إخفاق كروي أو رياضي، أول ما تنطلق سهام أسباب الإخفاق تنطلق صوب المدرب وهو أيضا الشماعة التي تعلق عليها فشل العمل ، وتترك الأسباب الجوهرية ويتم اتخاذ حلول مؤقتة بتغيير المدرب والبحث عن بديل له ،وهو أبسط إجراء ممكن أن يقوم به الاتحاد ، فسخ عقد المدرب ومنحه مستحقاته إن كانت له مستحقات ثم الاتجاه إلى الأدراج وإستخراج السير الذاتية لمدربين سبق مفاوضتهم ولم تقع المفاضلة عليهم .
وهذا ما يدور خلال الأيام الجارية بعد إخطار المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش بعدم التجديد له ، حيث خرج خبر في نفس اليوم بأن الاتحاد يفاوض المدرب الفرنسي هارفي رينارد ،ولو أنني أستبعد ذلك تماما ،لأن رينارد( مهره) كبير جدا !
كما تم تسريب بعض الأسماء التدريبية لخلافة برانكو، ما يؤكد تصويب الاتهام إلى المدرب وتجاهل دراسة أسباب الإخفاق من النواحي الفنية والإدارية وتحديد المسئولية المباشرة لما حدث ، أيضا التوجه إلى البحث عن حلول سريعة خصوصا وأننا على مشارف التصفيات المزدوجة لكأس آسيا وكأس العالم القادمتين والتي تستأنف منافساتها في مارس المقبل ،لذلك فضل الاتحاد الحل السريع بالبحث عن مدرب جديد بحجة أن الوقت ضيق.
نتساءل ماذا قدم لنا المدرب الأجنبي خلال تلك السنوات،
وهل المدرب الوطني عاجز عن تقديم نفس النتائج ، إن كان الجواب لا، فلماذا لا نمنح الفرصة للمدرب الوطني في قيادة المنتخب في المرحلة المقبلة وترشيح أبرز المدربين الوطنيين الذين يحققون نتائج إيجابية ومن مَن يملكون تجارب سابقة في المنتخبات الوطنية كمدربين أو كمساعدين حتى يكملون مشوار المرحلة المقبلة، لم لا نملك الشجاعة والثقة فيهم لإستكمال المشوار، ولماذا هذه الأصوات المحبطة التي ترى في المدرب الوطني ضعف إمكانياته وأنه منح الفرصة سابقا ولم ينجح، لماذا نقيّمه على حساب مرحلة سابقة وظروف مختلفة ، فالمدرب الوطني الأقرب إلى لاعبينا من نواحي نفسية لأنه أعلم بواقع وظروف اللاعب .
نعود ونقول لقد صرفنا الملايين للمدربين الأجانب دون أي نتيجة تذكر ولم نرى منهم سوى إخفاقات تلو أخرى، فلماذا لا نوفر تلك المبالغ الكبيرة ونستغلها في إعداد المنتخب مع كادر تدريبي وطني لكي نحقق طموحنا معه، فلن يقدم المدرب الوطني أقل ما قدمه المدرب الأجنبي .
همسة أخيرة.. الجماهير تستحق الاعتذار ، والجماهير عنصر مهم من عناصر كرة القدم ،نأمل أن يحظى بالاهتمام مستقبلا خصوصا جمهور المنتخب الوطني، فالمسألة مسألة تنظيم فقط لا أكثر !