وكالات – العربي
كشفت دراسة جديدة نشرت في دورية “ساينتفك ريبورتس” عن الدور البارز لعشب البحر “بوسيدونيا أوشينيكا” في العمل كمصيدة للبلاستيك في المناطق الساحلية البحرية.
يمتد عشب البحر “بوسيدونيا أوشينيكا” بكثافة على مروج واسعة يمكن أن يصل عمقها إلى 40 مترًا؛ مما يكسبه قيمة إيكولوجية عظيمة للتنوع البيولوجي البحري من حيث التغذية والمأوى والتكاثر وغيرها.
ووفقًا للبيان الصحفي المنشور على موقع “يوريك ألرت” (Eurek Alert)، فقد قام الفريق بتحليل البلاستيك المحاصر ضمن مروج “بوسيدونيا أوشينيكا” على امتداد سواحل مايوركا الإسبانية.
ووجد الباحثون من كلية علوم الأرض البحرية- قسم ديناميكيات الأرض والمحيطات في جامعة برشلونة الإسبانية، أنه يتم دمج البلاستيك المحاصر ضمن منطقة العشب البحري ضمن تكتلات من الألياف الطبيعية على شكل كرات تسمى “بوسيدونيا نبتون”، ليتم التخلص منها بعد ذلك عن طريق حملها أثناء العواصف خارج البيئة البحرية.
ووفقًا للتحليلات، فإن اللدائن الدقيقة المحاصرة في مروج “بوسيدونيا أوشينيكا” تلك ما هي إلا خيوط وألياف وشظايا بوليمرات أكثر كثافة من مياه البحر، مثل البولي إيثيلين تيريفثالات (PET).
ويحتوي العشب البحري “بوسيدونيا أوشينيكا” على بنية نباتية مصنوعة من جذع معدل له شكل جذمور تظهر منه الجذور والأوراق، والجذمور هي الساق التي تنمو أفقيًا تحت الأرض، وعندما تسقط الأوراق تضاف القرون إلى الجذور وتعطيها مظهرًا يشبه الريش.
ونتيجة للتآكل الميكانيكي في البيئة البحرية، تطلق القرون الموجودة تحت قاع البحر ألياف “ليغنوسيلولوزية” لتتجمع ببطء وتتشابك حتى تصنع التكتلات الكروية التي تحمل مع الموجات القوية لتنتهي بها الحال خارج البيئة البحرية، ويتبقى البعض منها مكدسًا على الشواطئ.
ويقدر الباحثون أنه يتم التخلص مما يقارب 1470 وحدة من المواد البلاستيكية للكيلوغرام الواحد من الألياف النباتية، وهي كميات أعلى بكثير من تلك التي يتم التقاطها من خلال الأوراق أو الرمل. ويرى الباحثون أنه لا يمكن تحديد حجم تصدير البلاستيك من البيئة البحرية بشكل دقيق، إلا أن تقديراتهم الأولية تقّيم دور كرات “بوسيدونيا نبتون” بقدرتها على التخلص مما يقارب 867 مليون مادة بلاستيكية سنويًا.
وتعد البصمة الملوثة للمواد البلاستيكية التي تأتي من النشاط البشري مشكلة بيئية خطيرة تؤثر على النظم البيئية الساحلية والمحيطية في جميع أنحاء العالم.
فمنذ إنتاج البلاستيك على نطاق واسع في الخمسينيات من القرن العشرين، تركت هذه المواد وتراكمت في قاع البحار، حيث تعمل أرصفة البحر كمغسلة للمواد البلاستيكية الدقيقة التي يتم نقلها بواسطة تيارات المحيط والرياح والأمواج.
وهنا يجب التنويه إلى أن المواد البلاستيكية التي نجدها تطفو في البحر ليست سوى نسبة صغيرة من كل شيء ألقينا به في البيئة البحرية.
وخلص الخبراء إلى أن أفضل الإستراتيجيات الواجب اتباعها لحماية النظم البيئية المعرضة للخطر تكمن في الحفاظ على المحيطات خالية من البلاستيك عن طريق تقليل مدافن النفايات، وهو إجراء يتطلب أولا وبشكل رئيسي الحد من استخدامها من قبل السكان.
ويمكن القول إن هذه الدراسة الجديدة قدمت حلا مستدامًا لتنظيف البيئة البحرية من النفايات البحرية، لا سيما في البحر الأبيض المتوسط، مع الكميات العالية من البلاستيك العائم والمندثر في قاع البحر.