يتواصل العمل بالمراحل السنية لكرة القدم دون إستراتيجة واضحة، وإنما العمل ماض بالبركة .
فعمر مسابقات الفئات السنية التي تعد المورد الأساسي للمنتخبات قصير جدا لا يكاد يضع اللاعب الناشيء قدمه على الملاعب حتى يعلن ختام موسمه خصوصا، تلك الفرق التي تخرج من الأدوار الأولى للمسابقة لتنتظر عام غير معلوم الملامح ،لأن بعض الفئات لاتجد لها ملاذ أخر بمعنى لا تجد لها مسابقة تتوافق مع سنها ،فتضيع بين الفئة الأقل سنا والفئة الأعلى بمرحلتين أو أكثر فلا تجد لها مكانا فيكتب لها الضياع.
أما إذا عدنا إلى عمل المنتخبات الوطنية للفئات السنية فأنها تعمل بمبدأ نكتب على سطر ونترك خمسة أسطر بغياب الإستمراية لهذه المنتخبات التي قد تسمح لها الظروف بالمشاركة في بطولتين إقليميتن وهما البطولة الخليجية وغرب آسيا لتتوقف بعدها لسنوات ،وهي السنوات التي ننام فيها لنستيقض قبل كل إستحقاق بأشهر قلائل ،لذلك تكون النتائج سلبية والمنافسة ضعيفة والتأهل حلم بات عصيا علينا.
وحتى أقرّب المثال للقاريء أتسائل أين المنتخب الأولمبي ، أين لاعبوه وأين الجهاز الفني والإداري .
فبعد آخر ظهور للفريق قبل عام كامل من الآن وبالتحديد في التصفيات الآسيوية لأعمار تحت 21 سنة بالأردن، وبعد فشله المنتخب في التأهل تم حل المنتخب وجهازه الفني والإداري ،بمعنى أصح ألغي المنتخب الذي من المفترض أن يكون الداعم والمورد والمموّل الأساسي للمنتخب الأول ، لكن للأسف سُرح لاعبوه وكل ما يتعلق به.
والحال ذاته بالنسبة لمنتخب الشباب الذي ودع التصفيات الآسيوية التي أختتمت الأسبوع الماضي في طاجكستان ،فبعد عودته يتوقع أن يسرٌح كما سرحت المنتخبات السابقة بنفس الكيفية والظروف .
لهذا باتت منتخباتنا تضعف لأن القاعدة ضعيفة بسبب عدم إستمرارية المواهب التي تنطلق من البراعم ثم الناشئين فالشباب والأولمبي ثم المنتخب الأول.
نعمل بنهج عشوائي وغير واضح الملامح جعلنا نتقهقر على عدة أصعدة والدليل عجزنا عن التأهل لنهائيات آسيا ،ناهيك عن التأهل لنهائيات كأس العالم بعد أن سجلت آخر مشاركة لنا في عام ٢٠٠١ بترينداد وتوباجو بجيل للمفارقة إعتزل كله.
هذا النهج هو إهدار واضح للمواهب الكروية وعمل لا يأتي بأي ثمار ،فكيف لنا أن نحصد إن لم نزرع .