Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“يمتازون ذكاءً وفطنة” بقلم: حمد بن صالح العلوي

لقد وهب الله تعالى على البشرية نعمًا كثيرة، ومن هذه النعم: البنين والبنات. وقد تعلمنا من أساتذتنا أن الناس قدرات ودرجات في الفهم، فمنهم سريع البديهة، عنده فطنة وذكاء “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء…” ومنهم بطيئ التعلم وغيرها العديد من الصعوبات.

وفي استطلاعنا، إلتقينا بالدكتور سعيد بن حمد الساعدي أخصائي إشراف أول في تعليمية جنوب الشرقية حيث أكد: “أن هناك مصطلحات عند المختصين منها: صعوبات تعلم وبطئ التعلم، وعلينا أن نعرف الفرق بينهما”.
وأضاف:” صعوبات التعلم هل هي مشكلات يواجهها الطالب أثناء عملية التعلم أم هي مشاكل عند الطالب تعيقه من تعلمه، وقد تكون هذه المشكلات أصلها بولوجي نمائي وقد تكون مشاكل أصلها أكاديمي”.

وسألنا الدكتور سعيد الساعدي: ما رأيك بتشخيص طالب أنه من الصعوبات وهو في صحة وعافية؟، قال الساعدي:”يعد ذلك جريمة، أن نصف طالب بمسمى معين دون الرجوع إلى مقاييس”.

هناك مقاييس تسند إلى مختصين وهناك أهل اختصاص في علم النفس وآخر في علم النماء. وعندنا ولله الحمد في وزارة التربية والتعليم دائرة مختصة وهي “دائرة التربية الخاصة”،فيها مختصون يخضعون الطلاب إلى اختبارات ومقاييس معينة يتابعون الطلاب على فترات معينة إلى أن يتمكنون من وصفه وقد يحيلون الطالب إلى جهات مختصة مثل مستشفى جامعة السلطان قابوس أو إلى أي جهة أخرى، والتي بدورها تعطي تقارير سلوكية عن نماء أو صحة الطالب أو مستوى ذكائه.

وهناك إشكالية في المجتمع، وهي وجود لبس في مصطلح صعوبات تعلم وبطئ تعلم. وضرب لنا الساعدي مثلاً: الطالب الذي يستجيب لمسألة معينة أو حل قضية ما، في وقت زمني أطول ومحاولات عديدة، هذا ما نطلق عليه مباشرة أنه عنده صعوبات تعلم وإنما يكون عنده بطئ تعلم.

وأكد الدكتور سعيد بن حمد الساعدي: علينا أن نسند التصنيف لأهله، وهذا من المفترض أن نقوم به، وهناك مقاييس واختبارات مستوى الذكاء التي تحدد العمر الزمني لعقل الطالب، إذن عندنا عمر زمني وعمر عقلي للطالب، فالزمني هو العمر الطبيعي الذي يُكتب في شهادة الميلاد، والعمر الآخر هو العمر الذي يأتي بناءً على تشخيص المختص.

ويحتاج الطالب صعوبات التعلم إلى نوعية خاصة من المادة العلمية والشرح الوافي، فالطالب هنا عنده في بعض الجوانب الجلوجية غير مكتمل النمو والتي تؤثر على تحصليه العلمي..

واختتم الدكتور سعيد بن حمد بن راشد الساعدي حديثه بأمور مهمة منها: الوضع الصحيح لطالب صعوبات التعلم بنظام خاص وتقييم خاص في ٱلية الاختبارات وفي المادة العلمية التي يدرسها وفي إنتقاله بين الفصول فهو يختلف نهائيًا عن طالب مكتمل النمو. ومع وجود هذه الفوارق فلا مانع أن يدمج مع الأسوياء، وهنا يمتلك الطالب التواصل البشري ويتعلم طرق التعامل تدريجيًا ويتأقلم معهم تدريجيًا.

وهذه الفئة من المجتمع وهما الفئتان صعوبات التعلم وبطيئ التعلم، البعد ثم البعد عن ظلمهما، الطالب الذي يصنف خطأ بطيئ التعلم أنه من صعوبات التعلم، ويترك وهو طالب طبيعي، عنده كثرة الحركة والنشاط أو عنده بطئ تعلم في حين أن الفصل فيه 35 طالب، فصلٌ مزدحم فكيف يحصل على وقت يكفيه، أما من صُنف علميًا أنه من صعوبات التعلم فعلينا أن نراعي امكاناتهم.

وسلطنة عُمان ولله الحمد سخيةٌ مع أبنائها سواءً كانوا بنينَ أو بنات، ولديها مناهج مخصصة لذلك…

Exit mobile version