بعد سبع سنوات على انقلاب عصابة الحوثيين الطائفية على السلطة الشرعية في اليمن، أخذت هذه العصابات تجر أذيال الخيبة بعد الهجمات المؤلمة التي تعرضت لها في الأيام الأخيرة على جبهات عديدة وتحرير محافظة شبوة بالكامل إثر العمليات المنسقة التي خاضها الجيش اليمني، وبخاصة لواء العمالقة، بدعم من طائرات التحالف العربي التي قلبت موازين القوى على أرض المعركة.
ربما يكون هجوم قوات الشرعية واسع النطاق قد تأخر ما سمح لهذه العصابات بالتمادي إلى الحد الذي واصلوا فيه تهديد المناطق المدنية في المملكة والتي كان آخرها وقوع ضحايا مدنيين في جازان. يومها حذرت قيادة المملكة هذه الجماعات الطائفية من المراهنة على صبر المملكة، لكن هذه الجماعات لم تقرأ الرسالة السعودية وواصلت محاولاتها اليائسة لاختراق أمننا وحدودنا بإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية .
وقد حملت زيارة المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي لمحافظة شبوة ومحافظة مأرب تباشير النصر التي انتظرها الشعب اليمني طويلا.
سبع سنوات مرت على هذا الانقلاب الخسيس، وقد استجابت المملكة لنداء القيادة اليمنية الشرعية لاستعادة السلطة المختطفة، ولكنها كانت تأمل بأن تستمع قيادات هذه الجماعات لنداء العقل وأن تحتكم إلى المنطق وتسلك طريق المسار السياسي والمفاوضات لحل هذه الأزمة التي خلقتها قيادات هذه الميليشيات، لكنها رفضت كل المبادرات وأمعنت في عدوانها وتدمير البلاد وقتل العباد وتهجيرهم مثلما فعل نظام الأسد الطائفي في سوريا.
إن أي مبتدئ في علم السياسة يعرف أن الحروب لا تستمر إلى الأبد وأن التحالفات لا تدوم، وكان على قيادات جماعة الحوثي المرتهنة لإملاءات خارجية أن تدرك هذه الحقيقة وأن لا يتخلوا عن انتمائهم العربي لصالح الولاء الطائفي وأسطورة ولاية الفقية.
لكن هذه القيادات لم تفعل وواصلت جرائمها والتمتع بمعاناة الشعب اليمني الفقير والاستحمام بدماء أبنائه إرضاء للأوهام الفارسية.
والآن، لا تجد هذه الجماعات وقتا لدفن الضحايا المغرر بهم الذين يسقطون كل يوم في هذه الحرب العبثية، ناهيك عن «قادتها» الذين يقتلون وتظل جثثهم وراءهم لتتعفن دون أن تجد من يدفنها لأن أرض اليمن الطاهرة ترفض أن تضم هذه الجيف النجسة.
تقارير كثيرة تحدثت عن انقلابات داخل الميليشيات الحوثية وعن نجاح استخباراتنا في اختراق المنظومة الأمنية لهذه الميليشيات وننتظر أن تحمل لنا الأيام القادمة أخبارا عن انشقاقات واقتتال داخلي وسوف تكتشف قيادات هذه الميليشيات فظاعة الجريمة التي اقترفوها بحق شعبهم وأمتهم وجيرانهم، وحتى بحق أنفسهم، ولكن بعد فوات الأوان.
لقد أعلن تركي المالكي من أرض المعركة انطلاق عملية حرية اليمن السعيد لتعيد لليمن حريته وبهاءه ولتبدأ بعدها معركة البناء والاستقرار التي انتظرها الشعب اليمني طويلا بعد اجتثاث هذا السرطان الخبيث بعون الله.