أيها العبد المبتلى في كرب والمجتبى بألم في وجع ،، وأعتراك اليأس في هونٍ وجفاك الدهر في غم ورمتك الأيام إلى محن ٍ وبت تندب حظك ندماً وتعض على كفيك قهراً ؛ تئن من لوعة الضيم تهيم حسرة من الضجر ؛ فلا تجزع من قدر الله أبداً وضاعف إيمانك بالله مدداً وقدم نفسك للصبر وفراً ولا تعترض على حكم الله ضججاً فالله ينزل بالمؤمن نكساً مايجعل أمره شتتاً وبغمسه في قلقاً مايوديه إلى دوامة سخط ولوامة يأس تدنيه حيرة تبثه غيمة ؛ فما أجتباه الله لك من كرب ماهو إلا اختبار ليعرف فيك مدى قدرتك على الصبر ومواجهة أقدار الله في المحن فالله يتابع حالك ويعلم مآلك فما أصابك من سوء وما غشاك من كرب هو قدرك المحتوم الذي أراده الله لك دون استحالة ( فماأخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك وأعلم أن النصر مع الصبر : حديث نبوي
فما حدث لك هو بإرادة من
فما وقع لك هو بأمر من الله قال تعالى : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كن فَيَكُونُ ) يس : 82
لذا فإن الله عز وجل، يأمرنا بأن لا ندع مجالاً لليأس أن يتغلغل داخل نفوسنا فكل ما في الكون يسير بأمر الله وقدره ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) الروم : 4 .
فكم نحن بحاجةٍ وسط هذه الظروف الاستثنائية والأجواء الواقعية أن
نُرجع قضية اليأس إلى أصولٍ منهجيةٍ وثوابت إيمانيةٍ ومراجع إسلامية لنتجنّب السلبيات المدمِّرة والأخطاء المقننة التي يمكن أن تحدثَ فيما لو سمحنا لليأس أن يَلِجَ إلى داخل نفوسنا ، فمهما كانت
الظروف تتفاعل من حولنا ومهما كانت الأمور تمور في محيطنا إلا أنه في النتيجة لن تسيرَ إلا بما قدّره الله سبحانه لها من سبيلٍ تسير بوفقه وبإرادته تقضي .
فالمؤمن الحق هو من يصمد أمام تيارات الشغب ويتحدى تقلبات الدهر بثقة رزينة وصبر رهينة وأن يفوض أمره إلى الله مكينة فالله مع العبد يراقب قدرته على مدى صبره مديمة ليجزيه من الأجر عظيمة .
- فكُن شَاكراً لله مخبتاً لطاعة الله مَهما أتعبتك الأزمات بفجع .
- وكن حامداً لله متوكلا ًعلى الله مهما أوجعتك الشدائد بهلع .
وعليك أيها المؤمن أن ترضى بقضاء الله تحسباً وتثق بقدر الله تأهباً ولا تيأس من روح الله تملقاً ، وفوض أمرك إلى الله تعلقا ألجأ بكسرك إلى الله تذللاً وأطلب منه الفرج تضرعاً ليبعدك سوء قدر ٍ حباك وسخط كرب أحتواك فالله لايرد طلب. مضطر به مستغاث : قال تعالى ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) النمل : 62) .
فالفرج يأتيك بمشيئة الله جرياً من حيث لأتدري والطمأنينة تطرق بابك سيراً دون أن تبدي : فالله لن بنساك على مدى الزمن إذا سلمت أمرك إليه بكل ماتبغي وأينما تقضي .
” فكن مع الله ولا تبالي
يكن معك في الخوالي “
فإذا أراد الله بك خير فَالمُعجزة تحَدث لك : فِي ثَواني لا في سَنوات / ربما اليوم / ربما غدٍ / ربما في أحدٍ من الأيام يحدث .
فھي :
- إن ضاقت لابد ٲن تُفرج
- وإن أغلقت لابد ٲن ًتُفتح
- وإن تعسرت لابد ٲن تُيسّر
- وإن شاكت لابد أن تُبرح
فما من شيء على الله يحجز
وهذا وعد من الرب للعبد يُقطع :
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم
ورحمة وأولئك هم المهتدون )
البقرة : 156
فالكرب لن يدوم والهم لن يطول والغم بقدرة الله يزول وأكد ذلك سبحانه وتعالى عندما ذكر مكرراً : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) الانشراح : 5
وقال أحدهم : –
” ضاقت ولما أستحكمت حلقاتها
فرجت ….. وكنت أظنها لاتفرج “