وكالات – العربي
كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعوده المطلقة بتسريع الهجوم المضاد في وقت قريب، وذلك بعد أن اعترف مجدداً أنه يسير بوتيرة منخفضة للغاية، مشيراً إلى أن قوات كييف تقوم تدريجياً بتذليل عقبة الألغام.
وبعد القصف الذي شهده جسر القرم الأسبوع الماضي والذي أدى إلى مقتل شخصين، وتهديدات الكرملين بالرد عليه بشكل مناسب، قال زيلينسكي إن الجسر يعتبر هدفاً عسكرياً في الحرب.
جسر حيوي
أوضح زيلينسكي أمس الجمعة، أن الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا “يجلب الحرب وليس السلام”، وبالتالي فهو هدف عسكري. وأضاف في حديثه عبر دائرة تلفزيونية إلى مؤتمر آسبن الأمني في الولايات المتحدة، أن “الجسر البري وخط السكك الحديدية، الذين بنتهما روسيا ودخلا الخدمة في عام 2018، لم يكونا مجرد طريق لوجستي”.
وتابع “هذا هو الطريق الذي يستخدم لتغذية الحرب بالذخيرة ويتم ذلك بشكل يومي. وهو يسلح شبه جزيرة القرم”، موضحاً “بالنسبة لنا، من المفهوم أن هذه منشأة للعدو مبنية خارج القوانين الدولية وجميع القواعد المعمول بها. لذلك، من المفهوم أن هذا هدف لنا. والهدف الذي يجلب الحرب، وليس السلام، يجب تحييده”.
وحول الهجوم المضاد، قال الرئيس الأوكراني “الهجوم استغرق بعض الوقت للاستعداد لأن قوات الاحتلال الروسية أقامت عدة خطوط دفاعية، ونشرت ألغاماً على نطاق واسع في الأراضي الأوكرانية”، وأضاف “أوكرانيا لا تتراجع. إنها تحرر أراضيها تدريجياً، وهو أمر مهم للغاية”
قصف على زابوريجيا
وأعلن مدير المركز الصحفي لقوات مجموعة “فوستوك” العسكرية التابعة للجيش الروسي، أوليغ تشيخوف، أن سلاح الجو التابع للمجموعة، قصف 10 نقاط لتجمع القوات الأوكرانية على محور زابوروجيا.
وقال لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “استهدف الطيران الحربي أكثر من 10 نقاط لتجمع القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق بياتيخاتكي، وربوتينو، وبريوتنوي”، وأشار إلى أن سلاح المدفعية نجح في إحباط محاولة القوات الأوكرانية إجراء عملية تناوب مع المسلحين في منطقة ميرني، فضلاً عن صد هجوم قرب مدينة روبوتينو.
فيما صرح فلاديمير روغوف، عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيا، رئيس الحركة الشعبية “نحن مع روسيا”، بأن الجيش الروسي صد هجوماً جديداً للقوات المسلحة الأوكرانية على قطاع أوريكوفسكي من الجبهة في مقاطعة زابوروجيا.
ولفت لوكالة “سبوتنيك”، أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، حاول العدو شن هجوم واسع النطاق باستخدام الدبابات على محور أوريخوفو، لكن تم إيقافه بالقرب من بلدة رابوتينو، وتابع أن مقاتلي القوات المسلحة لأوكرانيا حاولوا اقتحام مواقعنا والاستيلاء على الخنادق على خط الدفاع الأول.
الدفاع عن بيلاروسيا
ومن جهته، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بأن لديها أطماعاً في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وقال إن “أي اعتداء على بيلاروسيا، حليفة موسكو وجارتها، سيُعد هجوماً على روسيا”.
وأضاف في تصريحات خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي بثها التلفزيون أن “موسكو سترد بكل ما تملك من وسائل على أي اعتداء على بيلاروسيا، التي تشكل دولة اتحاد فضفاض مع روسيا”، ولفت بوتين في تصريحاته أيضاً إلى أن الجزء الغربي من بولندا كان هدية من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين للبلاد، وأن روسيا تذكر البولنديين بذلك.
ورداً على ما تصريحات بوتين، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن “ستالين كان مجرم حرب، يحمل وزر قتل مئات الآلاف من البولنديين. حقيقة تاريخية لا جدال فيها”، وأضاف “سيتم استدعاء سفير روسيا الاتحادية إلى وزارة الخارجية”.
فاغنر ليست في روسيا
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في وارسو، عن أمين اللجنة الأمنية قوله إن اللجنة قررت نقل وحدات عسكرية إلى شرق بولندا، بعد وصول أفراد من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة إلى بيلاروسيا.
وقالت بيلاروسيا إن مقاتلي فاغنر بدأوا تدريب القوات الخاصة في منطقة عسكرية تبعد أميالاً قليلة من الحدود مع بولندا. كما أكد مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان، أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة لم تعد تقاتل في أوكرانيا في الوقت الحالي.
وكان رئيس المجموعة ظهر في مقطع فيديو يوم الأربعاء الماضي، وهو يقول إن مقاتلي فاغنر لن يواصلوا مشاركتهم في الحرب في أوكرانيا، وأمرهم بجمع قوتهم للمشاركة في عمليات بقارة أفريقيا.
تصعيد في البحر الأسود
وفي سياق منفصل، أبدت الأمم المتحدة خشيتها من حصول تصعيد خطر في البحر الأسود بعد إعلان روسيا إجراء تدريبات عسكرية شملت إطلاق صواريخ، على خلفية توتر متزايد مع كييف وحلفائها، إثر تأكيد موسكو انتهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو إن “التهديدات باستهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة”. وأكدت أن “خطر اتساع النزاع ردّاً على حادث عسكري في البحر الأسود، أكان متعمداً أم عرضياً، يجب تفاديه بأي ثمن لأنه قد يؤدي إلى تبعات كارثية علينا جميعاً”.
وحذّرت دي كارلو من أن “إنهاء روسيا مشاركتها في مبادرة البحر الأسود (لتصدير الحبوب)، مضافاً إلى قصف موانئ رئيسية، سيفاقم الوضع”، مشددة على أن المنظمة الدولية ستواصل جهودها من أجل السماح ببلوغ الحبوب الأوكرانية والروسية الأسواق العالمية.
مساعدات دفاعية
وقال 3 مسؤولين أمريكيين، إن الولايات المتحدة تعتزم الإعلان في وقت قريب جداً، قد يكون الثلاثاء المقبل، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار، وتتكون أساساً من عتاد مدفعية وصواريخ دفاع جوي ومركبات، في الوقت الذي تواصل فيه كييف هجومها المضاد.
وقال اثنان من المسؤولين، الذين تحدثوا مشترطين عدم الكشف عن هويتهم، إن القنابل العنقودية غير مدرجة في حزمة المساعدات.
وأضاف المسؤولون أن الحزمة تتضمن عدداً من ناقلات الجند المدرعة من طراز سترايكر، وعتاداً للتخلص من الألغام وذخائر لأنظمة صواريخ (ناسامس) وهي صواريخ سطح-جو، وذخائر لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) وأسلحة مضادة للدبابات، منها (تو) و(جافلين) وذخيرة لأنظمة باترويوت وستنجر المضادة للطائرات.
وحزمة المساعدة الأمنية هذه هي الـ 43 التي وافقت عليها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير(شباط) 2022، ليزيد إجمالي هذه المساعدات عن 41 مليار دولار.
وبدوره، وافق البرلمان البلغاري على إرسال حوالي 100 مدرّعة من طراز “بي تي ار” إلى أوكرانيا في سابقة بالنسبة للدولة الواقعة في منطقة البلقان، والتي أحجمت سابقاً عن مساعدة كييف مباشرة بسبب علاقاتها التاريخية القوية مع موسكو.