وكالات – العربي
اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، السبت، أن ما تم تحقيقه في اجتماعات موسكو “في غاية الأهمية”، إذ “ذلل المشكلة الأساسية التي واجهت الفلسطينيين في محادثات سابقة”.
وكانت فصائل فلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس، أكدت أنها ستواصل العمل لتحقيق “وحدة وطنية شاملة” في إطار منظمة التحرير وأولوية مواجهة “العدوان الإسرائيلي” على غزة، وذلك في بيان أصدرته الجمعة بعد اجتماعات في موسكو.
وقال المالكي في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، بمعرض جوابه على سؤال لـ”سكاي نيوز عربية”، إن “القضية الأساسية التي تم الاتفاق عليها هي إقرار الجميع بوحدة ممثلية الشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير”.
وتابع: “نريد حكومة تتعامل مع التحديات القائمة ومع المجتمع الدولي، ونحاول قدر الإمكان أن نصل إلى توافق على حكومة تكنوقراط مرجعيتها الرئيس الفلسطيني”.
وأوضح الوزير: “الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الحوارات الفلسطينية الداخلية بشأن الوصول للانتخابات”، مشيرا إلى أن “الظروف مواتية للاتفاق الداخلي، ونلمس مسؤولية من الجميع”.
كما تحدث المالكي عن إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أنه “ليس بمعزل عن إطلاق سراح الرهائن، وهذه رؤية دولية تجري التمسك بها على حساب الضحايا الفلسطينيين”.
وتابع: “ما زلنا متفائلين بالتوصل لوقف إطلاق النار، رغم أن المعلومات القادمة من إسرائيل تظهر أن (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو غير معني، وهو يعرقل الأمر”.
ماذا حدث في موسكو؟
جمعت روسيا، الخميس، ممثلين لفصائل فلسطينية أبرزها فتح وحماس والجهاد الإسلامي، لإجراء مباحثات في خضم الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أكدت الفصائل أنها ستواصل العمل لتحقيق “وحدة وطنية شاملة” في إطار منظمة التحرير.
قبل أيام من الاجتماع، قبِل الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة حكومة رئيس الوزراء محمد اشتية، في خطوة تزامنت مع تكثف الاتصالات بشأن إجراء إصلاح في السلطة الفلسطينية مرتبط بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
رأى اشتية أن المرحلة المقبلة “تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية، والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين”.
في اجتماعات عقدت خلال الأسابيع الماضية، بحث مسؤولون غربيون وعرب إمكانية أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد خضوعها لعملية إصلاح واسعة، إدارة شؤون غزة والضفة الغربية المحتلة بعد انتهاء الحرب في القطاع المحاصر.
شددت الفصائل في بيانها على “الروح الإيجابية البناءة التي سادت الاجتماع” في موسكو، مؤكدة الاتفاق على عقد “جولات حوارية مقبلة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.
شددت الفصائل كذلك على أولوية “المهمات الملحة أمام الشعب الفلسطيني ووحدة عملها من أجل تحقيقها”، وفي مقدمها “التصدي للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، بدعم ومساندة ومشاركة الولايات المتحدة”، و”مقاومة ووقف وإفشال محاولات تهجير شعبنا من أرض وطنه فلسطين”، و”العمل على فك الحصار الهمجي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإيصال المساعدات الإنسانية والحيوية والطبية دون قيود أو شروط”.
كما أكدت على ضرورة “إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة”، ورفض محاولات “فصل” القطاع عن الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.
المبعوث الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف استنكر “التدهور الكارثي” للأوضاع الإنسانية في غزة، وذلك خلال لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، حسب مكتب المسؤول الروسي.
منذ الانقسام الحاد بين فتح وحماس وسيطرة الأخيرة على قطاع غزة عام 2007، لم يكتب النجاح لسلسلة محاولات لتحقيق مصالحة شاملة، كما فشلت مساعي ضم حماس لمنظمة التحرير.
أتى لقاء موسكو بدعوة من الحكومة الروسية، وهدف إلى العمل على تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
أبقت روسيا على مدى الأعوام الأخيرة علاقات وثيقة مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على حد سواء، إلا أن علاقتها بالأخيرة شهدت توترات في أعقاب اندلاع حرب غزة وموقف إسرائيل الرافض لإقامة دولة فلسطينية.