استلقيت على تلك الأريكة الطويلة رُغماً عني لأشرح مرة أخرى ما الذي أراه يحدث لي، حسناً يتملكني الغضب في كل مرة أضطر فيها لفعل هذا ولكن لا اختيار لدي فإذا غضبت سيزداد الأمر سوءاً.
بدأت أسرد له تلك الإسطوانة التي مللتُ تكرارها “سيدي يلازمني جسدٌ آخر سألت الجميع عنه وأنكروا رؤيتهُ، يلازمني طوال الوقت مثل ظلي، بل الغريب أن هذا الجسد لا ظل له، يتبعني من مكان لآخر، في أسوأ الأحوال يضطر الدخول لجسدي فنندمج ويتحكم بكل كياني ولكن سرعان ما أنتصر وأعود لجسدي، في كل مرة يغضب ويحاول أذيتي، وفي كل مرة يفشل لأن جسده كالبُخار لا يستطيع فعل شيء، ذات مرة اندمجنا وانتقم من زميلي الذي سخر مني، أبرحه ضرباً، هو لا يحبذ كوني مسالماً لذا يتدخل حين أتنازل عن رد الأذية، ثم إنه ذات يوم دخل عنوة فقط لِيَلكم شخصاً رمقني بنظرةٍ لم تَرُق له، وأجل إنه يمتلك مهارات لا أمتلكها ولا أعرف كيف إكتسبها فهو رائع في اللّكم وأنا لم أجرب ذلك أبداً، وأيضاً يجيد الكاراتيه التي لم أتعلمها في حياتي، أصبح يتدخل كثيراً في شؤوني الخاصة، يخبرني الجميع أنه وجهي الآخر وأنا أقول لهم أنه لا علاقة لي به، إنه جسدٌ آخر بلا ظل لذلك أظن أنكم لا ترّونه.”
وضع الطبيب النفسي القلم جانباً واستدعى أمي التي ترافقني في جميع جلساتي، همس لها بشيءٍ لم أستطع سماعه لكن تعابير وجهها تشي أنه نفس التشخيص!
“ماذا قال الطبيب هذا المرة؟” لم تنظر أمي لي بل تابعت النظر للطريق ونحن نمشي ثم أجابت”للمرة الثامنة يُقال لي نفس الكلام، تعاني من إزدواجية في الشخصية” آثرت السُكوت في هذه اللحظة إقترب مني ذلك الجسد وهمس “يا لهم من مغفلين ويالك من أحمق هل تظن أنهم سيصدقون هذه التخاريف التي تقولها؟” لم أُظهِر أي ردة فعل، أعلم أن لا أحد يصدق.