تحقيق : إسحاق الحارثي
تتسابق مختلف الدول في إثراء رياضة المرأة من خلال الأنشطة والبرامج والفعاليات التي تنظمها في هذا الجانب وحرصاً منها للإسهام الفعلي في حراك رياضي نسائي بقدر أكبر وجعل من الرياضة في بعض الدول مولد أساسي في حياة المرأة في شتى المجالات هذا من جانب ومن جانب آخر تجاوزت بعض الدول هذه الأساسيات واتجهت لجعل رياضة المرأة محك للمنافسة وبشراسة للوصول وترجمة هذا التوجه إلى واقع ملموس ومقدر من حيث الوصول لمنصات التتويج العالمية ولعل أبرز هذه البطولات بشكل عام والكرة الطائرة بشكل خاص الحدث العالمي الأبرز والكبير بطولة العالم للكرة الطائرة للسيدات ٢٠٢٢م الذي تستضيفه هولندا وبولندا ولأول مرة في الفترة من ٢٣ سبتمبر إلى ١٥ أكتوبر ، والتي يتنافس فيها ٢٤ منتخباً عالمياً في نسختها التاسعة عشرة.ومن هذا الجانب نتناول اليوم موضوع مهم جدا بالنسبة للعبة كرة الطائرة النسائية في دول مجلس التعاون الخليجي هذه اللعبة التي تمر بمطبات من حين لآخر في بعض دول الخليج، بينما تطير بسلام في بعض الدول
في التسعينات من القرن العشرين كانت للعبة في سلطنة عُمان شعبية كبيرة حيث الاهتمام الكبير والواسع الانتشار إذ كانت هناك بطولات تعنى بهذه اللعبة وتلاقي قبولا ورغبة في المشاركة اجتاحت الأندية ووصلت للقطاع الخاص بمشاركة كثير من الشركات إلى أن وصلت المدارس الخاصة والجاليات الأجنبية المقيمة في سلطنة عُمان وأخذت تنتشر بسرعة من حيث تنظيم هذه البطولة الذي لم يقتصر على دوائر وأقسام رياضة المرأة بل أخذت الأندية في تنظيم تلك البطولات هذا بالنسبة لسلطنة عمان أما بالنسبة لبعض دول الخليج العربي، كانت تمارس هذه اللعبة بوتيرة أقل وحضيت باهتمام وانتشار واسع على سبيل المثال وليس للحصر نأخذ دولة الإمارات العربية المتحدة التي تبنت ومنذ فترة طويلة تنظيم بطولات دولية واستضافة منتخبات وأندية وفرق نسائية وبدون شك ينصب ذلك الاهتمام في بناء منتخب نساني قوي قادر على المنافسة كذلك الحال بالنسبة لمملكة البحرين التي تعد من الدول السباقة في المنطقة في ممارسة اللعبة بوجود منتخب قوي يرتكز على دعم من الأندية والأكاديميات الخاصة المهتمة والمعنية باللعبة وبدون شك دولة الكويت التي هي الأخرى مهتمة بهذا القطاع وبهذه اللعبة الأقرب حباً وشغفاً للسيدات من حيث تعلق البعض بها منذ الطفولة وأثناء مراحل الدراسة المختلفة وأخيرا دخلت المملكة العربية السعودية على خطى باقي دول المنطقة من حيث الاهتمام بلعبة كرة الطائرة النسائية وأصبح لديها دوري وفرق نسائية تشارك في البطولات المحلية والخارجية وكذا الحال لدولة قطر التي لا تقل عن باقي الدول التي تولي إهتمام بالغ بهذه اللعبة وتكرس جل اهتمامها للارتقاء بفئة سيدات الكرة الطائرة من حيث الخطط والبرامج المعدة لها
وفي هذا الإطار التقينا ببعض المختصين والمهتمين بهذا الجانب حيث يقول المهندس أيمن جعفر العريض مدرب كرة طائرة وصاحب أكاديمية المها الرياضية ( أكاديمية خاصة) بمملكة البحرين : ابتدت لعبة كرة الطائرة للسيدات في البحرين عام ١٩٨٠م و تواصلت إلى سنة مابين ١٩٩٢م – ١٩٩٥م و بعدها توقفت لمدة من الزمن مما جعل اللعبة في تراجع لعدم وجود الدعم المادي و المعنوي ومع بداية عام ٢٠١٠م تغير الوضع و أصبحت كرة الطائرة من أهم اللعبات في البحرين بعد القدم و السلة و أصبح الأمر ضروري بوجود فريق نسائي يمثل مملكة البحرين في المحافل الدولية و خاصة الخليجية مما أدى إلى وجوب اللعبة في الأندية وبين الفرق النسائية و لكن بنسبة اهتمام أقل من الاتحاد مقارنة باللعبات الرجالية ويعزى تأخر اللعبة بشكل عام في دول الخليج لعدم وضع خطط واضحه لتطوير مهارات اللاعبات بالإضافة لعدم وجود دعم معنوي أو مادي محفز واقتصار الدوري على شهرين أو ثلاثة شهور وهذا غير كاف بطبيعة الحال إضافة لعدم وجود المدربات المؤهلات لتدريب اللعبة في المدارس و الأندية وعدم تشجيع معظم الأهالي لأبنائهم الصغار بتعلم اللعبة مقارنة بالدول العربية كما أن عدم وجود الأكاديميات المتخصصة في تدريب كرة الطائرة في دول الخليج يعد عاملا مؤثرا إلا أن في مملكة البحرين توجد ٣ أكاديميات تعد إضافة لنشر اللعبة ونحتاج إلى جهود كبيرة للتنسيق فيما بين دول الخليج والأكاديميات لتنظيم بطولات أكثر، كما أننا نعاني من عدم وجود الصالات الرياضية المختصة للسيدات لممارسة اللعبة. ويشاركنا الحديث محمود حسونة المدير الفني لمنتخب سيدات قطر حيث يقول : انتشار اللعبة يعتبر قليلا جدا وذلك لعدة عوامل منها العادات والتقاليد التى تنتشر فى المجتمع الخليجي وثانيا التعداد السكاني لدول الخليج ولكن أعتقد أنها فى طريقها للتحرر من الخجل حيث نجد هناك مشاركات عديدة هذه السنة والسنوات القادمة ومع التحرر والاهتمام باللعبة وبتجميع المنتخبات وبالتالي في المستقبل القريب سنواكب التطور وأعتقد أن لعبة الكرة الطائرة في معظم دول الخليج تلاقي اهتماما كبيرا وبعض دول الخليج بها دوريات كبيرة مع دخول المحترفات أيضا وطالما يوجد تخطيط جيد والعمل على جميع الدرجات من الفئات السنية وصولاً للكبار فكل هذا العمل سوف يفرز لاعبات جيدات حيث يوجد عدد من البطولات التى تنظم كما كانت في السابق مثل بطولة الخليج وبطولة آسيا والآن البطولة المستحدثة مكان البطولة الخليجية وهى بطولة غرب آسيا و التي يرأس اتحادها علي غانم الكواري رئيس الاتحاد القطري للكرة الطائرة وهي البطولة الأولى ولأول مرة سوف تنظم فى الأردن فى نوفمبر القادم هذا بالنسبة للمنتخبات أما بالنسبة للأندية فتوجد البطولة الخليجية للأندية وأيضا البطولة الآسيوية للأندية وطبعا كل هذا الاحتكاك القوي يعمل على رفع مستوى اللاعبات أما بالنسبة للتطور فى الخليج مقارنة بالدول العربية أعتقد أن بعض الدول العربية بالذات شمال أفريقيا لهم باع طويل فى لعبة الكرة الطائرة بالذات مصر وتونس فنجد المنتخبات الصغيرة تشارك كل سنة في بطولة عالمية وهذا أعلى احتكاك ممكن أن تواجهه فبالتالي يجب العمل على الوصول بدول الخليج لذلك الاحتكاك القوي لمسايرة بعض الدول العربية
ومن سلطنة عمان يقول فيصل المقبالي مدرب منتخب سلطنة عمان للكرة الطائرة النسائية : إن الجفاء الذي تعيشه لعبة كرة الطائرة النسائية بالخليج يعود إلى عدم وجود دوري مستمر في كثير من الدول ودوري فئات سنية وعدم عمل بعض الاتحادات بشكل جدي لنشر اللعبة في المجتمع وخاصة أنها لعبة لا يوجد بها احتكاك ويمكن انتشارها بشكل أكبر بين الفتيات وكرة الطائرة الخليجية خجولة لأسباب عدم المشاركات في البطولات العربية فلم تحقق الكرة الخليجية أي نتائج قوية ضد الفرق العربية مثل مصر وتونس والمغرب والجزائر ة تحتاج إلى تأسيس صحيح وتخطيط لسنوات قادمة وتنفيذ هذه الخطط وفق استراتيجيات وأهداف واضحة من اتحاد اللعبة حيث لا يكفي الاهتمام الوقتي قبل البطولات الخليجية أو العربية بشهرين تقريبا وبعد البطولة يتوقف هذا الاهتمام خلاف دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وحالياً دولة الكويت تقدم اهتماما أكبر للطائرة النسائية
وبالنسبة للمخرجات لدينا في سلطنة عُمان شحيحة بسبب عدم تواجد دوري الفئات السنية. خلاف البطولات التي تنظم على مستوى الخليج حيث هناك بطولة المرأة الخليجية وسابقا كانت بطولة كأس الخليج وتم إلغاؤها منذ عام ٢٠١٤م وتوجد للأندية بطولة نادي الشارقة للفتيات وهذا العام أقيمت بطولة الشيخة فاطمة بنت مبارك بإمارة أبوظبي وعن مستوى مقارنه اللعبة بالدول العربية فدول الخليج تحتاج إلى سنوات من العمل للوصول إلى مستوى الدول العربية الأفريقية
وحول سؤالنا عن منتخب سلطنة عمان للكرة الطائرة النسائية يقول : منتخب السيدات للكرة الطائرة لم يتجمع منذ شهر أكتوبر ٢٠١٩م إلى يومنا هذا رغم أنه حقق المركز الثاني في بطولات دول مجلس التعاون الخليجي في الأعوام ٢٠١٣ و ٢٠١٥ و٢٠١٧م وأحرز اللقب في أول بطولة أقيمت للناشئات بمسقط في العام ٢٠١٤
وننتقل لطرف آخر معني بهذه الفئة من اللعبة حيث تشاركنا هذا الحديث الأستاذة إبتسام البلوشية حيث تقول : كوني معلمة رياضة مدرسية أعزي سبب عدم وجود نطاق إعلاني بحت مهتم باللعبة ويصقل من رغبات النساء ولاحظت الاعتناء الخاص برياضة المرأة ووجود اهتمام حيث شارك المنتخت خليجيا فقط وليس آسيوياً، وتوجد لدينا مخرجات حيث تدرس اللعبة من صف الخامس والطالبة لديها صقل في التعلم لكن نحتاج الى مهرجان للعبة ولا يكفي وجود أندية تمارس لعبة الطائرة النسائية إلا بأصابع اليد ( صحم والطليعة ) من أصل كم محافظة أتمنى أن تلاقي اللعبة اهتمام أوسع بين المدارس والمحافظات حتى نرتقي بها. ويشاركنا الحديث حمود الحارثي المدرب السابق لمنتخب سلطنة عمان للكرة الطائرة النسائية الذي يقول : الكرة الطائرة من الألعاب المحببة للجميع. الإقبال على اللعبة يأتي مع الرعاية في حال وجدت الرعاية زاد الإقبال، ومن وجهة نظري عدم الإقبال عليها يعود لقلة الاهتمام والرعاية من قبل المؤسسات الرياضية بمختلف أنواعها من مراكز تدريب أو مسابقات وحتى الآن ما زالت لعبة الكرة الطائرة للسيدات خصوصا في سلطنة عمان خجولة جدا لعدم وجود أي من مراكز التدريب في الأندية أو الاتحادات أو المؤسسات الخاصة، في السابق لم يكن هناك اهتمام ولكن من الملحوظ في السنوات الأخيرة بعد تشكل عدة مجالس رياضية نسائية على مستوى الخليج العربي ساهم في ظهور اللعبة وإقامة بعض البطولات على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية وبالمقارنة مع المستويات العالمية أو العربية مخرجاتنا ضعيفة جداً وما زالت في أول الطريق نحن بحاجة للانتقاء الصحيح حسب متطلبات اللعبة ولكن الاستمرارية ووجود أجندة ثابتة أمر مهم لتطوير المستوى الفني للاعبات حيث لازال مستوى الكرة الطائرة النسائية في بداية المشوار ويحتاج الكثير من العمل لتطويرها على المستوى الخليجي والمقارنة مع بقية الدول تعتبر مبكرة جدا لوجود فارق زمني كبير بينها وبين الدول العربية خصوصا شمال أفريقيا مصر وتونس والمغرب وبينها وبين المستوى العالمي. وفي نفس السياق تقول بدرية المقبالي وهي لاعبة وإدارية : إن قلة الاهتمام بالسيدات سواء لاعبات أو محكمات أو مدربات وإهمال الفريق وتجميعه فقط في وقت البطولات يؤثر سلبا من حيث هبوط مستوى اللياقة وانسحاب اللاعبات إضافة لشح البطولات وعن سؤالنا لها عما إذا كانت الكرة الطائرة خجولة في المنطقة تقول : ليست خجولة فقط إنما مكتومة ومكبوتة ومهملة على الرف ولا تلاقي اهتماما بالرغم من وجود مخرجات ممتازة محبة للعبة ولكن لامن يحتويهم.