يبدو تحديث البرامج، سواء على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أمرا بسيطا يستغرق عدة ثوان وأحيانا دقائق، لكن هل تصورت أن تحديثا واحدا يمكن أن يصيب الإنترنت في العالم بالشلل؟
هذا ما حدث بالفعل، الجمعة، فقد أدى خلل في تحديث برنامج واحد، بين عشية وضحاها، إلى تعطيل خدمات الإنترنت الرئيسية في أنحاء العالم.
وأوقفت شركات الطيران رحلاتها، وتوقفت قنوات تلفزيونية عن البث، فيما لم يتمكن عملاء البنوك من تحويل أموالهم وإنجاز معاملاتهم، كما تأثرت بعض المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية.
وقالت “كراود سترايك”، وهي شركة ضخمة للأمن السيبراني في العالم، إن تحديثا خاطئا لبرنامجها هو السبب وراء انقطاع الخدمات على نطاق واسع، مشيرة إلى أن الخلل الحاصل لا يتعلق بهجوم إلكتروني.
ويقدر بعض الخبراء أن الأمر قد يستغرق أياما حتى تعود جميع الأنظمة المتضررة إلى عملها المعتاد.
لكن كيف أدى تحديث برنامج واحد إلى “خلل تقني عالمي”؟
بدأ المشكل بإبلاغ عملاء “كراود سترايك” و”مايكروسوفت” عن انقطاعات الشبكة، المعروفة باسم “شاشة الموت الزرقاء”.
وتجعل الشاشة من المستحيل على أي شخص الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، مما يؤدي إلى إغلاق أنظمته حتى يتمكن من إيجاد طريقة أخرى للوصول إليها.
وقال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة “كراود سترايك”، في وقت سابق من الجمعة، إن الشاشة الزرقاء حدثت نتيجة لخلل برمجي تم العثور عليه في تحديث لمنتج “أمان نقطة النهاية” (Endpoint Security)، مشيرا إلى أن المشكلة تؤثر فقط على أنظمة “ويندوز”.
وأصدرت الشركة حينها إرشادات لحل الخلل، لكن العديد من الخبراء أشاروا إلى أنه من أجل حل المشكلة، يجب أن يكون العملاء قادرين على الوصول إلى أجهزتهم، وهو أمر صعب إذا كانوا يواجهون بالفعل الشاشة الزرقاء.
و”أمان نقطة النهاية” مجموعة من الممارسات والتقنيات التي تحمي أجهزة المستخدمين من البرامج الضارة وغير المرغوب فيها.
وفيما يتعلق بـ”كراود سترايك”، فإن أداتها المتعلقة بـ”أمان نقطة النهاية” تعتمد بشكل كبير على السحابة الافتراضية لحماية جميع الأجهزة المتصلة بالإنترنت، التي تعمل على شبكة الشركة.
لكن للقيام بذلك، تتطلب تقنية “كراود سترايك” وصولا واسع النطاق إلى نظام تشغيل الكمبيوتر حتى يتمكن من البحث عن البرامج الضارة المحتملة، وقد أدى تحديث برنامج الشركة الخاطئ إلى إعاقة دخول العملاء الذين تعمل أجهزتهم بـMicrosoft Windows Client وWindows Server.