Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

نجاح ثالث عملية زراعة كلية خنزير لجسد بشري

أصبحت Towana Looney البالغة من العمر 53 عامًا من ولاية ألاباما الأمريكية، ثالث شخص على قيد الحياة يتلقى كلية من خنزير معدلة جينيًا.

وبعد مرور ثلاثة أسابيع من العملية، أصبحت وظائف كليتها طبيعية تمامًا، وأوقفت جلسات غسيل الكلى.

تعود قصة Looney إلى عام 1999 عندما تبرعت بكلية لوالدتها، ولكن بعد بضع سنوات، أصيبت بارتفاع ضغط الدم نتيجة الإصابة بتسمم الحمل أثناء فترة حملها، مما أدى إلى تطور مرض الكلى المزمن لديها واحتياجها لبدء غسيل الكلى في عام 2016.

في عام 2017، تم إدراجها في قائمة الانتظار لزراعة الكلى، ومنحها الأولوية نظرًا لتبرعها السابق، ولكن العثور على كلية “موافقة” لجهازها المناعي كان أمرًا بالغ الصعوبة.

وأوضح الدكتور روبرت مونتغمري، مدير معهد زراعة الأعضاء في جامعة نيويورك لانغون، في مؤتمر صحفي أن Looney أصبحت “حساسة لجميع أنواع الأنسجة تقريبًا في السكان”، مما جعل العثور على تطابق في الأنسجة أمرًا شبه مستحيل.

ولكن كان أمام Looney خيار آخر، وهو إجراء تجريبي للحصول على كلية من خنزير معدلة جينيًا. ومنذ تلقيها للكلية الجديدة، تقول Looney إنها تشعر بنشاط وحيوية كبيرة.

وفي المؤتمر الصحفي أضافت: “عاطفيًا، أنا سعيدة جدًا، لا أعرف ماذا أريد أن أفعل بعد، ولا ماذا أريد أن آكل، وأين أريد أن أذهب.. أريد أن أذهب إلى ديزني لاند”.

وقد تم تعديل الجينات الخاصة بالخنزير المانح من قبل شركة Revivicor Inc، التابعة لشركة United Therapeutics، لإزالة الجينات الخنزيرية وإضافة جينات بشرية. وLooney هي أول مريضة حية تتلقى كلية تحتوي على 10 تعديلات جينية، مقارنة بالمتلقين السابقين الذين تلقوا كلى تحتوي على تعديل واحد فقط.

تمت إزالة جينات ثلاث بروتينات خنزيرية كانت يمكن أن تحفز جهاز المناعة البشري، بالإضافة إلى جين لمستقبل هرمون النمو الخنزيري، بينما أضيفت ست جينات بشرية لتحسين توافق الكلية مع جسم الإنسان.

ورغم أن Looney كانت تحمل تركيزًا عاليًا من الأجسام المضادة التي كانت ستهاجم كلية بشرية، أظهرت الاختبارات أن مستويات الأجسام المضادة التي قد تهاجم العضو الخنزيري كانت “متواضعة”.

ومن المعروف أن رفض الزراعة، حيث يهاجم جهاز المناعة العضو المزروع، يحدث بشكل أكبر في زراعات الأعضاء بين الخنازير والبشر مقارنة بزراعات الأعضاء بين البشر، ولكن الدكتور مونتغمري أكد أن ظهور الرفض لا يعني بالضرورة فقدان العضو، بل قد يتطلب الأمر إعطاء أدوية مثبطة للمناعة بشكل سريع للسيطرة على رد الفعل.

وبقيت Looney تحت المراقبة في مركز NYU Langone لمدة ثلاثة أشهر لضمان مراقبة أي علامات على الرفض أو مشكلات في وظائف الكلى أو أي علامات على عدوى من العضو الخنزيري.

ويخطط فريق العمل في جامعة نيويورك لانغون لإطلاق تجربة سريرية رسمية للكلية المعدلة جينيًا في العام المقبل، في حين سيتم أيضًا إجراء تجربة للكلية ذات التعديل الجيني الواحد لاختيار الخيار الأنسب للمرضى المختلفين.

وقالت Looney: “أريد أن أبعث برسالة أمل لكل من على غسيل الكلى، أعلم أنه ليس أمرًا سهلاً، ولكنه ليس الخيار الوحيد. هناك أمل”.

Exit mobile version