المنتخب الوطني في كل الأقطار وفي كل الألعاب يمثل نخبة لاعبي البلد وأرقاهم مستوا سواء كان اللاعب ينشط في الداخل أو محترف بالخارج، وأصل المنتخب الوطني هو عبارة عن نتاج الأندية ومخرجاتها التي تمد المنتخبات الوطنية في مختلف المراحل العمرية.
وبما أن منبع اللاعبين للمنتخبات هي الأندية التي تنشط بدورها في المسابقات المحلية وفق مستواها التنافسي والفني وحتى التنظيمي، فالدوري القوي والتنافسي يخرج لاعبين بمستوى عال ،والعكس صحيح، كما أن الإحتراف يسهم بشكل مباشر في الإرتقاء بمستوى اللاعب فنيا ويساعده على الإستقرار النفسي ،الأمر الذي ينعكس على المنتخب،ولنا شواهد إبان الجيل الذهبي الذي كان جله أو معظمه ينشط في الدوريات الخليجية ،وكان يومها منتخبنا يقهر الكبار .
وعطفا على المقدمة السابقة ،فإن جماهير السلطنة تطالب بمنتخب قوي قادر على مقارعة المنتخبات الأخرى على المستوى الإقليمي والقاري والعالمي، في المقابل يصنف دورينا في الوقت الراهن من الدوريات الضعيفة ويحظى بتصنيف متأخر آسيويا، وإعترافاتنا كجمهور وإعلام بأن الدوري ضعيف فنيا ولا يضم أسماء محترفة معروفة لا على المستوى العربي ولا الإفريقي ولا الدولي ، أثٌر على مستوى المنتخب رغم سعي الأجهزة الفنية المتعاقبة على تدريب المنتخب في إختيار الأنسب والأفضل من اللاعبين وفق قناعات كل مدرب .
ونظرة إلى المنتخب الحالي نجد أن الأسماء المتواجدة في المنتخب تمثل أغلبيتها ناديين هما النهضة والسيب والبقية القليلة من الأندية الأخرى، والأمر طبيعي جدا كون الناديان يتسابقان على صدارة الدوري ويتنافسان على الألقاب المحلية، كما إستقطبا أفضل اللاعبين المحليين ، بينما تجري الأندية الأخرى بحثا عن مركز متقدم وأخرى من أجل البقاء.
المتتبع عن كثب للمشهد الكروي في السلطنة يرى أن ٢٢ ناديا من أصل ٥٠ ناديا تشارك في النشاط الرسمي للعبة والتي تعد من أشهر اللعبات بالسلطنة وأكثرها شعبية ،حيث تلعب ١٠ أندية في دوري عمانتل وهو دوري النخبة و١٢ ناديا تنشط في دوري تمكين وهو دوري الدرجة الأولى ، بينما ٣٨ ناديا تعيش بياتا شتويا ، منها معطلة تماما ومر عليها مواسم لم تشارك في مختلف مسابقات إتحاد القدم.
وإذا كانت النظرية تقول ؛إذا كان لديك دوري قوي فأن المنتخب سيكون قويا، لذا يجب علينا أن نقتنع بأن منتخبنا هو نتاج دورينا ،وعلينا أن نقدر الجهود التي تبذل من أجل إعداد المنتخبات بالصورة التي نعمل بها حاليا، كما علينا أن نرضى بالنتائج وأن لا نقفز فوق والواقع ونطالب بنتائج خارقة كمالنافسة على لقب آسيا أو الصعود لكأس العالم ،لأن مثل هذه المطالب لا تؤخذ بالتمني بل تأخذ بالعمل والجهد وبالمال والعرق يسبقهم تخطيط طويل المدى والبعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويعزي مستوانا الحالي- ودعنا نحصرها على كرة القدم- يعزي على خلل أو ضعف المنظومة كاملة من تخطيط ومتابعة وتنفيذ ودعم وكوادر بشرية ومرافق ،وهي ركائز أساسية ترتكز عليها عملية التطوير في مختلف المجال كل وفق تخصصه.
في الوقت الراهن نعمل وفق الإمكانات المتاحة وعلينا أن لانطالب لا بالمستحيل ولا بالصعب، فدعاء الوالدين والبركة لا تأتي في كل مرة لكنها تصيب في قليل من الأحيان.