Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“ملا ياسين رؤوف و الرواية العربية !!” بقلم: عبدالواحد محمد – روائي عربي

عيد النيروز يمثل بهجة الديار لكل كردي في العالم لكونه النماء والخير والسلام وهذا ما أكده الملا ياسين رؤوف في احتفالية أقامها كممثل وطني لحكومة كردستان في القاهرة يوم الجمعة ١٨ مارس 2022م وسط جمع كبير من الأشقاء الكرد في القاهرة ورجال السلك الدبلوماسي وأهل الفن والرياضة والثقافة بطيف من ود وسلام ورغبة دائمة في الابداع.
ويحتفل أكراد العالم بعيد النوروز أو النيروز في 21 من شهر آذار من كل عام، ويعدّه الأكراد عيداً وطنياً له رمزية الخاصة لدي الشعب الكردي.
*ماهي الأسطورة المُرتبطة به؟! ومن هو كاوا حداد؟
تعود القصة إلى آلاف السنين، ففي “ملحمة الملوك – شاهنامه”، يروي الفردوسي قصة “كاوه الحداد” الذي يعتبره الشعب كردي فارس الحرية ورمزَ الثورة الكردية على الظلم والاستبداد، كيف لا وهو من خلصهم من الحاكم الظالم الذي قتل المئات من الشعب الكردي، فكاوا حداد أنهى تاريخ الملك الشرير الذي يُدعي “الملك زهاك ” وبالعربية يُدعى “الملك التنين”.
كان هذا الملك، وحسب رواية القدماء، يقتل الأطفال ويُطعم أدمغتهم لثعابينه التي يضعها على كتفيه.
ومنهم من قال: إنه كان مختلاً عقلياً ويقتل الناس كي يحصل على أدمغتهم ويضعها على رأسه.
وبعودتنا إلى القصة، سلب هذا الملك الشرير أطفال كاوه الـ 15 ولم يتبقً لديه سوى فتاة صغيرة، أراد الحداد أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم.
وأشعل النيران على سطح القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أن مشعل الحرية ارتفع، وأن شمس الـ 21 من آذار هي ولادة جديدة وفصل يُبشر باللون الأخضر والفرح.

وتأتي قدسية عيد النوروز، بحسب الباحث والمؤرخ كمال بابان ، من “ارتباطه بالأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه “زحاك” أنهت حكمه”

*من أين جاء مُسمى ” نوروز؟
عيد نوروز، تُعرب على نيروز، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، الذي يصادف 21 آذار/مارس، ويعتبره الكرد بداية العام الجديد نسبة إلى التقويم الكردي الذي يُعلن انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويحتفل به أيضا الفُرس في إيران، ويُقال: إن أصل كلمة نوروز Newroz، وهو من الكردية، وتتكون من مقطعين “نو” new بالكردية اللاتينية يعني “جديد”، وروز الكردية بالأحرف العربية هي “يوم” ممَّا يعني يوم جديد.

*ماهي طقوس الاحتفال؟
من طقوس الاحتفال بعيد النوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.

كما أنهم يخرجون إلى الطبيعة ويقيمون حفلات الشواء احتفلاً وبهجةً بخلاصهم من الملك الشرير الظالم، و يشعل الكرد النيران مع بداية ليلة نوروز قبل شروق شمس العام الجديد، وهذا الإجراء هو تقليد لما فعله كاوه الحداد عندما انقض على الملك زهاك.

كما تسمع الأناشيد والأهازيج الكردية القديمة، وحديثاً بات المطربون والفنانون الكرد يقيمون الحفلات في هذا اليوم ويؤدي فيها رقصاتهم التقليدية “الجوبي” التي عادة ما تشبه “الدبكة”
و الرواية العربية شاركت الملا ياسين رؤوف والأشقاء الكرد تلك المشاعر الكريمة التي حولت المكان الي كرنفال حقيقي من السعادة من خلال رقصات الدبكة الفلكورية الكردية وبثياب زاهي الألوان حول المكان إلي ورود طبيعية فوق سطح جبال كردستان العريقة هكذا كان المشهد الكردي في عيد النيروز اشبه بلوحة فنان مبدع اتسمت في ذاكرته كل معاني النبل التي تتسم بها الشخصية الكردية من التاريخ الي التاريخ.
والعلاقات المصرية الكردية علاقات وطيدة منذ أزمان بعيدة كما أكد علي ذلك الملا ياسين رؤوف ( كعمدة مصري أصيل ) بنبرته المصرية التي اكتسبها منذ وجوده في مصر طوال اكثر من اثني عشر عاما ممثلا دبلوماسيا لحكومة كردستان بالقاهرة اختلط بشعبها الكريم وارتوي من نيلها وطاف العديد من محافظات مصر وقراها ونجوعها في حميمية مثقف كردي نبيل وهذا ليس بغريب علي الملأ ياسين رؤوف الذي بعشق مصر وارتبط بمثقفيها ومبدعيها وأهل الفن والأدب في بوح الرواية العربية .
فتحول عيد النيروز إلي كرنفال حقيقي من ازياء كردية ومعاني نبيلة اتسمت فيها تلك المشاعر الصادقة بين الأشقاء الكرد والمصريين منذ قدم التاريخ.
وقد أشار الملا ياسين رؤوف الي عمق العلاقات المصرية الكردية والشخصيات المعروفة المصرية من أصل كردي ومنهم أمير الشعراء أحمد بك شوقي المفكر العملاق عباس محمود العقاد النجمة سعاد حسني ال بدرخان ال تيمور ومحرر المرأة قاسم امين وايضا صاحب الحنجرة الذهبية شيخ القراء عبدالباسط عبدالصمد الفنان رشدي أباظة وغيرهما من قامات الثقافة والإبداع الكردي في مصر العربية أم الدنيا التي تؤمن عبر تاريخها العريق وثوابتها بمد كل مشاعر الاخوة والنماء والسلام وقدرة مصر الدائمة علي فتح قلبها الكبير الذي يتسع الآخر والعالم من منطلق تاريخها العريق.
ليصبح عيد النيروز من كل عام يوم ٢١ مارس عيدا قوميا لكل كردي في العالم كما أكد علي ذلك الملا ياسين رؤوف في لقاءه مع آلرواية العربية التي تشعر أن في أعماقه منذ الوهلة الأولي أنه ابن بلد مصري كريم أصيل وهو يطفي بدعابة علي الحضور الكريم قفشاته التي امتزجت بكل عواطف النبل ليتحول عيد النيروز إلي عيد للمحبة والسلام والقدرة علي بث كل طاقات الابداع في يوم تاريخي لكل كردي في العالم.
ومع الملا ياسين رؤوف نعيش صفحات من حكايات الرواية العربية التي تؤمن بالسلام والرغبة الدائمة في تبني كل ابداع فيه سمو المعني ونبل الاشقاء عيد نيروز سعيد !!

Exit mobile version