مشروع مراكز إعداد الناشئين هو أحد المشاريع الذي يُعنى بانتقاء لاعبين صغار وفق إختبارات ومقاييس محددة تشتمل على الكشف الطبي وأخذ القياسات الفسيولوجية بما يتناسب مع الرياضات المستهدفة وإجراء الاختبارات البدنية والمهارية تساعد على انتقاء أفضل اللاعبين لكل رياضة من الرياضات المستهدفة.
ومن خلال العقود الماضية إهتمت بعض الاتحادات الرياضية بالسلطنة بهذه المشاريع ووزعتها على بعض المناطق المستهدفة ، وكانت نتائجها إيجابية وسريعة وأصبحت بمثابة الشريان ،حيث أرفدت تلك المراكز الأندية بلاعبين مؤهلين إستفادت منها حتى المنتخبات الوطنية وشكلت إستدامة في اللعبات التي شهدت تطورا ملحوظا على مستوى الأداء والنتائج ونخص بالذكر الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة والسباحة وألعاب القوى .
بعدها توقفت وتلاشت وأصبح الإعتماد المباشر على الأندية الذي واصل بعضها الإهتمام بتلك الألعاب بينما أهملها الجزء الآخر .
في عام ٢٠١٥ أطلقت (وزارة الشؤون الرياضية) آنذاك
مشروع مراكز إعداد الناشئين الذي تضمن توفير كافة الاحتياجات التدريبية للاعبين من مرافق وأدوات رياضية وملابس رياضية ووسائل النقل والتغذية، وأستمرت كل فترة تدريبية أربع سنوات يتلقى فيها الناشئ جميع المهارات والخبرات الخاصة باللعبة التي ينتمي إليها، حتى يكون قادرا بعد تخرجه من المشروع على الالتحاق بالأندية والمنتخبات الوطنية، وينبثق مشروع مراكز إعداد الناشئين من إستراتيجية الرياضة العمانية التي تهدف لإعداد قاعدة من اللاعبين الصغار لرفد الأندية والمنتخبات الوطنية ويلتحق المجيدون منهم بأكاديمية السلطان قابوس لتنمية القدرات البدنية.
توزع المشروع على عدة محافظات من خلال المجمعات الرياضية حيث أقيمت في مسقط وصحار وصلالة وصور ونزوى ومسندم وعبري،من خلال إستقطاب مدربين وافدين والإستعانة بمدربين وطنيين كمساعدين .
ومع مرور السنين للأسف كانت النتائج ضعيفة للغاية وجودة مخرجات المراكز أضعف خصوصا في الألعاب الجماعية ،فكان رفد المراكز للأندية قليل جدا، ولم يظهر لاعبون مميزون من مخرجات المراكز إنضموا إلى المنتخبات الوطنية عدا في السباحة وألعاب القوى ، ولعل عدم وجود أي مشاركة لأندية محافظة مسندم في الطائرة واليد والسلة دليل على عدم الإستفادة من المراكز وعدم جدواها .
بعد تقييم التجربة أعادت وزارة الثقافة والرياضة والشباب تجربة (التسعينيات) بإقامة مراكز إعداد الناشئين في الأندية وذلك من خلال الاتحادات الرياضية التي تعتبر الأقرب لحاجة اللعب للآنتشار جغرافيا وأيضا كدعم للأندية النشطة في كل لعبة ، فتم توقيع عدة إتفاقيات بين الاتحادات والأندية لعدة رياضات بدعم من الوزارة.
فالإهتمام بالنشء والقاعدة مهم لديمومة الألعاب ،وفي الوقت الراهن نحتاجها أكثر ،بسبب الواقع الذي نعيشه بغياب المشاركات وقلتها، فأصبحت المسابقات لدينا تقام للأسف بمشاركة ٤ إلى ثمان فرق فقط وسط غياب صارخ من الأندية بعدما كانت المسابقات تعج بمشاركة واسعة تصل إلى ٢٤ فريقا ومن خلال عدة درجات .
كما أصبحت الاتحادات تستجدي الأندية للمشاركة وتسخر لها كل السبل من أجل ذلك ، ولكن لا فائدة.
نأمل أن تلقى مراكز الناشئين الإهتمام الجاد والمتابعة والتقييم من أجل نتائج إيجابية يعود مردودها على أنديتنا ثم منتخباتنا إذا ما أردنا العودة إلى التواجد الإيجابي في المشاركات الإقليمية والدولية.