منذ أسابيع اشتركت في مسابقة ما وانتظرت النتائج على أحر من الجمر، تم إرسال قائمة الفائزين والتي على ما يبدو لا تحوي اسمي ضمنها، بحثت مراراً بدون جدوى، حسناً لا بأس بدأت أواسي نفسي بقليلٍ من الكلمات من قبيل “كنت ولازلت فاشلة.” و “الفشل يلازمني وهذه المرة ليست استثناء” ولكن المواساة الخارجية الوحيدة التي قيلت من طرف لجنة التحكيم “الجميع فائز” لا، حقاً مع كامل إحترامي اعذروني، قد فاز من فاز وخسر من خسر لا داعي لمواساة كهذه!
تذكرت يومها مشهد في فيلم ما حيث يسأل الأستاذ من أول من ذهب للقمر؟ أجاب الجميع “نيل ارمسترونغ” عاد يسأل ومن كان الثاني؟ حينها لم يجب أحد، أكمل كلامه بأن لا أحد يتذكر من جاء ثانياً، كن الأول أو لا تكن، فكيف بمن خسر ولم يحلّ حتى في المركز الثاني؟ كيف للجميع أن يفوز وقد تم إعلان الأسماء؟ لست أعترض على ما حدث ولكن لا يمكن للجميع أن يفوزوا وإلا تم إعلان جميع الأسماء أنهم فائزون، الخاسرون لا يحتاجون مواساة كهذه أبداً.
لم أكن قد فهمت بعد معنى أن يفوز الجميع، وربما يكفي شرف المحاولة أحياناً، نتألم حين لا نفوز، نعم! ولكن نتألم أكثر إن أحجمنا عن المحاولة فكيف لنا أن نعلم النتائج دون المحاولة؟ لابد من بذل مجهود ولكن لا ننسى الإستمتاع بما نفعل، نفوز حين نحاول، حين لا نيأس، حين نسقط ثم نعاود النهوض، نفوز في كل مرة نخسر حين نتعلم من الخسارة، نفوز بالكثير ليس على صعيد المركز الأول لأنه يكون للأفضل لكن مع أنفسنا نحن فائزون، في المسابقات القادمة سيحالفك الفوز إن فزت بالأول أو أقررت أنك تعلمت من المشاركة والخسارة، الفوز فوز مهما كانت ماهيته.