الإحتراف الرياضي يسهم بشكل مباشر في ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻼﻋﺒﲔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﺎﻟﻼﻋﺒﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ بمستويات عالية، ويساهم في تحسين وضعهم المادي لما يتقاضوه من أجور حسب المستوى الفني لكل لاعب، وهذا يمنحهم الإستقرار النفسي ويدفعهم لاعطاء لسنوات طويلة.
وأستفادت الكثير من الدول في الإرتقاء بمستويات منتخباتها الوطنية بدفع لاعبيها إلى الإحتراف الخارجي وتطوير مستواهم وأداءهم ، والأمثلة كثيرة سواء في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو أوربا الشرقية وحتى الآسيوية .
فقد إستفادت أفريقيا وأمريكا اللاتينية من تصدير مواهبها إلى الدوريات القوية في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ، حيث إرتد ذلك على الإرتقاء بمستوى منتخباتها في المشاركات القارية والعالمية وأصبحت تقارع المنتخبات الكبيرة ، ولعل ظهور الجزائر وأخيرا المغرب والنتائج التي حققها أسود الأطلسي دليل قاطع على جودة لاعبي المغرب الذين ينشطون في الدوريات الأوربية مثل ياسين بونو( الهلال حاليا) وأشرف حكيمي وحكيم زياش والمرابط ومناحي والنصيري.. وغيرهم ، حيث وضح جليا الإستفادة القصوى من وجود اللاعبين كمحترفين خارج المغرب.
ومثال آخر قريب من ما تفعله اليابان وكوريا التي عملت خلال سنوات ليست بطويلة على تواجد لاعبيها في أكبر الدوريات العالمية ووصل عدد اللاعبين اليابانيين أكثر من عشرة لاعبين محترفين في أوربا ، وما النتائج التي تحققها اليابان على المستوى الدولي وآخرها إذلال المنتخب الألماني برباعية إلا تأكيد على النتائج الرائعة للإحتراف وجني ثماره سريعا .
فرغم أن الدوري الياباني دوري محترف ويضم لاعبين إجانب من دول عدة إلا أن اليابانيون يدركون بأن أعلى المستويات فنيا لن يجدوها إلا في أوربا حيث الدوريات الكبار والأندية الكبار وأفضل نجوم العالم في كرة القدم.
إننا عاجزون عن تكرار تجربة نجم الكرة العمانية الحارس علي الحبسي التي كانت ناجحة بكل المقاييس وأستمرت إلى ١٦ سنة بدأت بلين النرويجي عام ٢٠٠٣ مرورا بنادي بولتون ثم ويغان ثم ريدينج الإنجليزية وإنتهاء بنادي الهلال السعودي أبرز أندية القارة الآسيوي.
أنهى الحبسي مسيرته الذهبية دون أن تخضع هذه التجربة للدراسة العلمية والتحليل الفني أملا في تكرارها رغم أنها كانت إستثنائية بكل تفاصيلها ، ويعلمها المتتبع لمسيرة علي الحبسي .
السلطنة تملك الكثير من المواهب الكروية التي تظهر كالنجوم سريعة ، لكنها تهوي أسرع للأسف الشديد ، وذلك لغياب البرامج التي تتبنى المواهب وتساعدها على الإرتقاء وتطوير موهبتها ، كما نفتقد إلى الأساليب الحديثة في الترويج لمواهبنا الكروية .
فحتى تلك التي تجد الفرصة للإحتراف في المناطق القريبة منا لاتجد أي إهتمام خاص بها كإرشادها وتوجيهها التوجيه السليم للحفاظ على مستواها من جميع النواحي ،فتجد تلك التجارب قصيرة لا تتعدى موسم كروي ، ليعود اللاعب محبطا عوضا عن الحماس والرغبة في خوض تجربة أخرى فيعود مكسور إلى دورينا المحلي .
لو عملنا على تسويق لاعبينا بجدية والأخذ بيد المواهب والبحث لها عن تجارب إحترافية في أوربا وإن كانت البداية في دوريات من التصنيف العاشر وما فوق أو في الدرجات الأولى والثانية في الدول المتقدمة كرويا فأنه بلا شك سوف نجني ذلك على مرور سنين قصيرة ، وسيعود نفع ذلك ليس على اللاعبين فحسب بل على المنتخب الوطني والكرة العمانية كافة ، وسنجد منتخبا قادر على المنافسة على مستويات مختلفة .
أما إذا إستمر الحال على ماهو عليه ، فالنتائج التي تتحقق هي ضرب صدفة ومؤقتة!