هذا هو الكرم الرياضي الذي تقوم به وزارة الرياضة من خلال برامج الدعم والمبادرات للأندية السعودية، تشعر وكأن سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة شكل فريقًا إضافيًا اسمه فريق وزارة الرياضة، هذا الفريق هدفه الأساسي دعم الأندية والرُقي بمستوى الرياضة السعودية، ودفع الأندية لتحقيق النجاح والاستمرار، فريق وزارة الرياضة هدفه الأساسي هو بقاء الأندية واستمرار عملها، وحقيقةً هذه خطوات تقوم بها الوزارة من وازع وطني أكثر منه وازع مهني، لأنه حقيقةً هنالك بعض الأندية لابد وأن يوضع لها خط زمني لتحقيق الإنجازات وعدم القفز من مبادرة إلى مبادرة وكأنه حق مكتسب لها وليس فرصًا تقدم لها، لهذا قلت: “إن عدم وجود نظرية الفرصة الأخيرة يجعل من هذه الأندية تتمادى” .
المبادرة الأخيرة وهي التحول الرقمي، هي الخامسة بعد الدعم المباشر والحوكمة والحضور والألعاب المختلفة، الدعم المباشر من الوزارة وبشكل عام من الحكومة أمر مفروغ منه ولا مجال لتوضيحه، أما الحوكمة فما زلنا نريد المزيد من العمل عليها حتى نصل إلى مرحلة عزل إدارة النادي عن ملاكه، وهنا الاستقلالية التامة في الإدارة ما زالت لم تفرض نفسها على المشهد الرياضي للأندية، أما الحضور فالكل يعلم أن الحضور يرتبط بالإبداع والإنجازات والبطولات والمستويات الجميلة والتنافس لأن البُنى التحتية في المنشآت الرياضية أمر مفروغ منه أيضًا ومتوفر بكثرة وبدعم مباشر من ولاة الأمر وحكومة خادم الحرمين الشريفين.
لكن يا سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ورغم كل الملاحظات على المبادرات، إلا أننا نعي جيدًا أنها ستتم وسيتم تطبيقها، لكن مبادرة الألعاب المختلفة تحتاج إلى المزيد من العمل لأن الناتج الفعلي لها هو المحرك الأساسي لنجاح الأندية، نحتاج إلى دوريات في كرة السلة، وتنافس الهلال والنصر على البطولة، عمليات التسويق، وصناعة التسويق في هكذا أنواع من الرياضات، حضور جماهيري أكثر، ورعاة أكثر، وبالتالي إلزام الأندية بالحوكمة، لأن مفهوم أعضاء الشرف والحسابات الخاصة سيكون أقل تأثيرًا وأكثر تنافسًا، وأيضًا المزيد من الضخ الإبداعي في البطولات القارية والعالمية، لا تكفينا الميدالية الوحيدة في الأولمبياد، نريد المزيد، ونحن قادرون على تحقيق المزيد.
نعم أقولها وبكل صراحة: وزارة الرياضة لدينا لو أن ربع ما توفره من دعم للأندية يقدم لأندية في دول أخرى لوجدنا تلك الدول تنافس على كل الألقاب العالمية والقارية، ولكن الاستهلاك والإدمان والسيطرة لكرة القدم أمر لابد من معالجته، حتى لدينا نحن في ذوي الاحتياجات الخاصة نستطيع بناء بطولات تنافسية عالية جدًا، ولعل تكلفة هذه البطولات وتأسيسها لا يصل إلى سعر لاعبين إثنين دوليين، وهنا كل ما أتمناه من وزارة الرياضة ممثلة بسمو وزيرها إظهار المزيد من الصرامة، ولا ضير في إيقاف نادٍ وإن كان من الأندية الكبار، بل إن لزم الأمر تصفيته وإغلاقه إن لم يصبح هذا النادي ملتزمًا ومنتجًا ومُستَغلاً إيجابيًا لدعم الوزارة والحكومة.