في البداية لابد لنا من معرفة المعنى الحقيقي للشخصية الجذابة والتي هي مجموعة من الصفات والسلوكيات الاجتماعية والنفسية والعقلية التي تجعل لها قدرة مميزة في القيادة وإقناع الآخرين المحيطين بها، والإلهام والتواصل معهم وجذب انتباههم بشكل واضح مع العفوية التي لا يتدخل فيها الشكل مثل الجمال أو المظهر لأنها شخصية قيادية بطبعها بالمشاعر والحب والعمل والتشجيع لا بالتسلط أو التخويف.
مواصفات الشخصية الجذابة :- تتميز الشخصية الجذابة بصفات كثيرة أهمها:
- الابتسامة الدائمة: لأن الابتسامة تعكس لغة الجسد وتريح في التعامل مع الآخرين وتولد انطباع جيد عن الشخصية وتقضي على كثير من الحواجز بين البشر وتُقّرِب القلوب من بعضها البعض.
- معاملة الناس باحترام: ونعني جميع الناس باختلاف صفاتهم وطبقاتهم وجنسياتهم ووظائفهم، لإن هذه الشخصية تدرك أن الاحترام هو بوابة التعامل الجيد ومفتاح القلوب وجسر للمودة.
- معاملة الناس كما يَرْغَبُون: وهي “قاعدة بلاتينية” تنشأ من واقع القدرة على قراءة شخصيات الآخرين وضبط السلوك والأسلوب في التعامل معهم وتختلف عن “القاعدة الذهبية” التي تقول “عَامِل الناس كَمَا تُحِبْ أن تُعَامَلْ”.
- إدراك الفرق بين الحقيقة والرأي: خاصة في المواضيع الجدلية والحساسة التي يكون فيها التعامل بواقعية وكياسة ولباقة بإجادة الحوار مع الآخرين والتركيز على أن الرأي هو مجرد رأي وليس حقيقة، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
- الاهتمام بالآخرين: ويظهر بقدر عالٍ وكبير في الحرص على قضاء حوائج الناس ومساعدتهم قدر الإمكان وقد تكون المساعدة بالنصح والإرشاد والتوجيه بحكمة بالغة.
- الظهور بأفضل الصور: وذلك بإظهار الشخصية الجذابة مثل الاستعداد للحوار ومعرفة طريقة النقاش وكيفية الدخول فيه وإثراء الآخرين بالمعلومات المقنعة والأسلوب الجيد وليس بالشكل أو الأناقة فقط.
- الإيجابية وحب الحياة: فالطاقة الإيجابية تعطي شغفا للحياة وتبعد عن الشعور بالملل واكتساب حب المغامرة ومواجهة الصعاب بحكمة وتعقل دون تهويل أو إحباط.
- النزاهة في التعامل: وهي الوفاء بالعهود وعدم الإساءة للآخرين والتعامل معهم بعدل وإنصاف وفعل الصواب والمعقول مهما كانت صعوبته وطريقته في الوقت المناسب.
كيف تبني شخصية جذابة؟ :- هناك خطوات عديدة ونلخص لكم أهمها وأبرزها وهي: - الثقة بالقدرات والمهارات الشخصية وامتلاك الإرادة القوية والرغبة في بناء شخصية قوية مع التواضع.
- استقلالية الرأي والمبادئ السليمة في الحياة وخاصة في التعامل مع الآخرين والمقربين.
- الحِلْم وعدم الغضب والتحلي بالصبر خاصة في المواقف الصعبة والتكيف مع المواقف المختلفة.
- محاسبة النفس وخاصة عند الخطأ والاعتراف به والاعتذار مع التعلم من الأخطاء والاستفادة منها.
- تحديد الأهداف في الحياة وزيادة المعلومات والمعرفة لتطوير أساليب الحوار والإقناع لدى الآخرين.
- الصدق والالتزام لأنهما عاملان مساعدان على كسب ثقة الآخرين واحترامهم وتقديرهم.
- قبول النصائح من أهل الخبرات وكبار السن وعدم العناد والتمسك بالرأي وتفهم الآراء المعارضة.
- البشاشة في مقابلة الآخرين بتطوير لغة الجسد مثل الابتسامة وإيماءات الجسد والكلمات الجميلة.
- الاهتمام بالشكل والمظهر للحفاظ على الذوق العام وهو من العوامل المساعدة للشخصية الجذابة.
- عدم التذمر والإفصاح عن المتاعب والأحزان والهموم ومحاولة الاحتفاظ بها لعدم مضايقة الآخرين.
وأختم بذكر شخصية سيد البشرية كلها محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والتي كانت شخصية مميزة ومُتّزنَة سلوكياً حليمة متأنية تتصف بالرأفة والرحمة وتُقَارِنْ القول بالفعل وكان يُلَقّبْ بالصادق الأمين، مما جعلت منه هذه الصفات مثلاً أعلى لكل المسلمين على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم وكان الصحابة لا يكادون يفارقونه أبدا ويقضون معظم أوقاتهم معه لحبهم الشديد لشخصيته الجذابة الذي قال عنها الله تعالى في سورة آل عمران ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ” (الآية-159)، ووصفه الله أيضا في سورة القلم بالتحديد بقوله تعالى ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” (الآية-4).