حاولت عند كتابة هذه المقالة أن أُلطف وأُخفف في كلماتي من الخروج المزعج لمنتخبنا من بطولة كأس العرب، نعم كنت سابقًا تحدثت عن أننا نشارك بمنتخب الأولمبي أو الصف الثاني، ولاكتساب الخبرة، لكن حقيقة الأمر أننا اليوم علينا أن نُقر بالواقع، الواقع يقول إن من شاركوا في البطولة لم يكونوا حتى من الصف الثالث، وأن الإدارة الفنية كانت خارج اللعبة وتحت المستوى كليًا، والأهم أن هذه البطولة اليوم، حديث الشارع العربي، وكل الدول العربية المشاركة شعوبها منخرطة ومتفاعلة ومنسجمة مع منتخباتها وأدائهم ونتائجهم، إلا نحن في المملكة، نجد أنفسنا خارج التغطية مجددًا.
علينا أن نبحث هذا الأمر مرة أخرى ومجددًا، هل يرضينا الخروج بشكل سافر من أي بطولة نشارك فيها، ولو حتى شاركنا بالصف العاشر؟ أليس سمعة منتخبنا وتاريخه وقميصه يُلزمنا أن نكون حاضرين لأي مشاركة؟ أن لا نشارك كليًا خيرًا من أن نشارك ونجد أنفسنا في مهب الريح، كل المحبة والاحترام والإعجاب لمنتخب فلسطين الحبيبة، لكن أن يخسروا من المغرب بالأربعة ومن الأردن بالخمسة وأن يتعادلوا معنا في مباراة كادوا أن ينتصروا فيها علينا، فهذه ليست مشاركة، وإنما قتل طموح وطمس الحقيقة وذكريات مؤلمة للتاريخ، الجزائر ومصر شاركت بمنتخبات قوية، لا يعني عدم مشاركة صلاح ومحرز أن المنتخبات أتت بالصف الثاني، بل بكامل قوتها وعدتها واستعدادها، وكان الأولى بنا أن نحذو حذوها ونرسل منتخبًا قويًا متكاملاً، ليس بالضرورة أن يكون سالم الدوسري أو الغنام أو المولد معهم، لكن هناك أسماء قادرة أن تقتنص المغرب وتحييد الأردن وتكسب فلسطين لنتأهل إلى الدور الثاني، كل الفرق العربية لديها استحقاقاتها القارية وتصفيات كأس العالم، وكلها لديها دوريات وبطولات محلية، فلماذا كنا نحن وحدنا من إلتزمنا بالقاعدة القديمة غير المفيدة: سكن تسلم، علمًا أننا لم نسلم حقيقة.
أتمنى بكل جدية أن نشارك في البطولة القادمة لكأس العرب، وأتمنى أن لا نكون نحن من ننظمها، بل نساهم في تنظيمها في دولة أخرى، ولكن نرسل منتخبًا قويًا متكاملاً بالإدارة والإعداد للمنافسة على البطولة، لمتعة جمهور الكرة في السعودية، وترسيخ فكرة أن الكرة السعودية هي كرة عالمية وسيدة آسيا في الأندية والمنتخبات، وبنفس الوقت إعداد واستعداد وتأهيل ومزيد من معالجة أي أخطاء قد تظهر هُنا أو هناك في تشكيلة أو أداء المنتخب السعودي.
رسالة إلى صاحب السمو عبدالعزيز بن تركي الفيصل، أقول فيها لا تتنازل عن إبدا أمام ضغط الأندية، أو سكون اتحاد كرة القدم، واستمر على نهجكم في جعل كل عمل أو مشاركة سعودية مميزة قوية ترعب الآخرين وتجعلهم يستعدون لنا جيدًا، نعلم أننا لن نفوز في كل مباراة، ونعلم أننا لن نحرز كل بطولة نشارك فيها، لكن نريد أن يعلم الآخرون أنهم عندما يكونوا على مواجهة مع أي فريق أو منتخب سعودي فعليهم الاستعداد لنا جيدًا، لأنهم سيواجهون الأقوى والأصعب الذين اسمهم الصقور الخضر، والصقور لا تعرف السكون ولا الخوف ولا التراجع أبدًا.