بعد الجدل الذي سبق إعلان القائمة الأخيرة للمنتخب الوطني المشاركة في نهائيات آسيا ، وبعد الإنتقاد الذي وجه للكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مدرب المنتخب الوطني العماني بسبب إستدعاء لاعبين مصابين لجولتي التصفيات المشتركة لكأس العالم وآسيا لم يستفد منهم المنتخب ، تمسك المدرب بأبرز الأسماء في تشكيلته المعتادة مع عودة لاعب وسط السيب أرشد العلوي والظهير الأيمن للنهضة عبدالعزيز الغيلاني وإستدعاء مهاجم ظفار عبدالله المشرفي وإستثناء أمجد الحارثي(المصاب) بهدف متابعة علاجه في معسكر المنتخب على أمل شفاءه ثم اتخاذ القرار في ما إذا كان سيسافر إلى الدوحة مع الفريق من عدمه ، فقد إستدعي المدرب قائمة قوامها ٢٩ لاعبا لمعسكري مسقط ودبي اللذان يسبقان المشاركة في نهائيات آسيا بقطر يناير ٢٠٢٤ ويتخللهما مباراتين وديتين مع الصين ثم الإمارات.
وتجاهل برانكو النداءات التي طالبت بضم مهاجم نادي السيب عبدالعزيز المقبالي الذي يعد ثالث أفضل هدافي المنتخب على مر تاريخه ، وعودته إلى التهديف في الفترة الأخيرة في المسابقات المحلية خصوصا ثلاثيته في كأس السوبر الذي رفعت من رصيد المطالبة بعودته ، كما تجاهل وليد المسلمي مهاجم نادي النصر وهداف الدوري حتى الآن.
وجاء التركيز على الثنائي بسبب غياب فاعلية مهاجمي المنتخب منذ فترة سواء مع المنتخب أو حتى في أنديتهم وعدم ظهورهم في أول مباراتين في التصفيات المشتركة ، فقد أحرز أهداف المنتخب أمام الصين تايبيه لاعب الوسط عمر المالكي والدفاعين أحمد الكعبي ومعتز صالح ، بينما مباراة قرغيزستان لم نسجل فيها وخسر المنتخب بهدف نظيف .
قلق الجماهير يأتي بسبب عقم خط الهجوم وضعف فاعليته ما يجعل الأمر مخيفا على مستوى خط الهجوم الذي إحتفظ به المدرب والذي نأمل منه أن يكثف العمل مع رباعي خط الهجوم من خلال المعسكرين ،حيث سبق وأن صرح برانكو بأن إمكانية صقل المهاجم في المنتخب صعبة لقصر الفترة التي يقضيها اللاعب في المعسكرات ، لكن الأمر إختلف الآن والمعسكر الحالي يمتد لشهر تقريبا ، فلا عذر .
نعود للقول ونكرر أن المدرب له خيار الإنتقاء والإختيار وهو إنعكاس لقناعاته باللاعبين ،لذا يتحمل مسؤولية هذه الخيارات والإختيارات، رغم أن القائمة المستدعاة أفضل عن سابقتها التي ضمت أكثر من لاعب مصاب .
المدرب وجهازه الفني أمام مهمة كبيرة جدا ومرحلة الجد إنطلقت من هذا التجمع الذي سيتيح له التحضير الجيد لنهائيات كأس آسيا التي نتواجد بها للمرة الخامسة، وأفضل نتيجة تحققت في البطولة الماضية بعد صعود المنتخب إلى الدور الثاني ليخرج من أمام المنتخب الإيراني في دور الثمن النهائي .
لذا لن يتقبل الجمهور أي تقهقر بل يطمح إلى نتيجة أفضل عنها في المشاركة الماضية وأن يحقق ما صرح به اتحاد القدم بأن “الأحمر” سيصعد لدور الثمانية وهذا طموح كل مشجع عماني الذي يطمع لأكثر من ذلك .
برغم عدم إعلان اتحاد كرة القدم القرار النهائي في تجديد عقد المدرب وإعلانه فقط الإتفاق معه بالإستمرار حتى ٢٠٢٦ ، يرى كثير من المتابعين والمهتمين الرياضيين بالسلطنة أن المدرب الكرواتي ستتضح علاقته مع المنتخب العماني من خلال هذه المشاركة ، فالنتائج الإيجابية وتحقيق الهدف المرجو والمأمول سيحفظ له موقعه في قيادة ” الأحمر” أما أي نتائج عكسية ستعلن نهاية علاقته مع الكرة العمانية ، لذلك فهو يدرك تماما مدى خطورة وأهمية المرحلة القادمة.
بعيدا عن هذه المشاهد التي سبقت المشاركة ،نتطلع جميعا إلى تحقيق حضور قوي لمنتخبنا في كأس آسيا وتحقيق نتائج إيجابية وتسجيل حضور آسيوي لافت لأن الجماهير تجاوز طموحها المنافسة على كأس الخليج.