دعت دولة قطر، الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها بشأن التغير المناخي، بما في ذلك إصلاح أنظمة التمويل الدولية، والبناء على ما تحقق في مؤتمر الأطراف السابق، مؤكدة الجهود التي تبذلها لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، حيث تعد الاستدامة إحدى ركائز رؤيتها الوطنية لعام 2030.
وأبرز سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي، في كلمة دولة قطر أمام المؤتمر التاسع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) الذي يعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر الجاري، أن التغيرات المناخية تظل واحدة من أبرز التحديات التي تواجه العالم، خاصة الدول النامية، مشيرا إلى تقديم قطر تقريرها المحدث للمساهمات المحددة وطنيا عام 2021، والذي استعرض إنجازاتها وخططها المستقبلية في مواجهة تغير المناخ.
ونوه سعادته لإطلاق وزارة البيئة والتغير المناخي استراتيجية ( 2024 – 2030 ) الهادفة إلى تحقيق بيئة مستدامة ومتوازنة مع التنمية، وتعزيز التعاون المؤسسي والمجتمعي، وترتكز على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2030، وتعزيز الوعي البيئي، مشيرا إلى أنه في إطار خططها الوطنية، أطلقت قطر خطة عمل وطنية للتغير المناخي، التي تضم مئات الإجراءات الموجهة لتخفيف الانبعاثات والتكيف مع آثار تغير المناخ، تستند على معايير حوكمة صارمة تمكن الدولة من قياس التقدم ومواجهة التحديات المستقبلية حتى عام 2030 وما بعده، ومؤكدا تعزيز قطر استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة.
وأوضح سعادة وزير البيئة والتغير المناخي أن من أبرز هذه الجهود إطلاق استراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة، كما نفذت الدولة مشاريع طاقة شمسية كبرى لتقليل البصمة الكربونية، إلى جانب البرنامج الوطني “ترشيد”، الذي يعزز كفاءة استهلاك الطاقة في القطاعات المختلفة، فضلا عن مواصلتها،على المستوى الدولي، القيام بدورها في إمداد الأسواق العالمية بالطاقة النظيفة من خلال إنتاج الغاز الطبيعي المسال عالي الكفاءة، الذي يعد مصدرا موثوقا للطاقة منخفضة الكربون.
وشدد سعادته، خلال الكلمة، على إحراز قطر تقدما ملموسا في قطاعات الكهرباء، والمياه، والبنية التحتية، والنقل، حيث تعتبر من بين الإنجازات البارزة، تشغيل مترو الدوحة وترام لوسيل كجزء من نظام نقل عام مستدام، كما تم استبدال أكثر من 70 بالمئة من أسطول حافلات النقل العام بحافلات تعمل بالطاقة الكهربائية، مضيفا أن قطر حققت إنجازا بارزا بتنظيم أول بطولة كأس عالم لكرة القدم محايدة للكربون في عام 2022، ما يعكس التزامها بالاستدامة على جميع المستويات، بالإضافة إلى أن قطر تعمل على مراقبة جودة الهواء عبر شبكة وطنية متطورة، مما يضمن الالتزام بأعلى معايير حماية البيئة.
وفي ختام كلمته، نبه سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، إلى تأكيد قطر المستمر على أهمية التعاون الدولي لمعالجة أزمة المناخ، كما تجدد التزامها باتفاق باريس، وتعهدها بمواصلة دورها الفاعل في دعم الجهود الدولية لمواجهة تحديات تغير المناخ وضمان مستقبل مستدام للأجيال المقبلة.