Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“في رحم الزجاجة” بقلم : خلفان بن علي الرواحي

فجأة وجد نفسه في قعر تلك الزجاجة بل لا يدري كيف دخل إلى بطنها وكيف اتسع له فوها كل ما يعرفه الآن كيف يستطيع الخروج .. حاول مرات عديدة ولكن كل المحاولات كانت نهايتها الفشل كان يرجو أن يكون مثل ذلك الكتكوت الضعيف داخل البيضة لديه القدر على فقضها بمجرد ضربة من منقاره الضعيف ركل كثير بقدميه دون قصد منه سقطت الزجاجة على الأرض ولكنها لم تنكسر كما كان يخطط له تدحرجت الزجاجة في الأرض حتى توقفت بعد أن اصطدمت في العديد من الأقدام الواقفة لانتظار أمر ما .

نظر بعينيه ثم أغمضهما في عجالة .. ساقي امرأة .. قالها في نفسه لا أستطيع أن انظر لهما فهذا ليس من الأدب أو الدين كما أنني ملتزم لا انظر إلى النساء فلم أر غير تلك الحبة السوداء على فخذها الأيمن .. لست أدري سبب وجودها هناك .. كما يقال نقطة سوداء في ثوب أبيض أنا لم أركز ولكن النقطة هي السبب مع أن المسافة من ساقها إلى فخذها كلها كانت بيضاء إلا تلك النقطة .. الحقيقة أنه لم يكز . تحرك الكل وهناك من ركل الزجاجة وهو بداخلها مع تلك الركة كان يتأمل أن تنصدم في أحد الحواجز الأسمنتية على الطريق ولكن مرة أخرى يخيب ظنه .

قط أسود من بعيد قادم يلهو وهو يصدر أصوات خلال سيره الكثير لا يسمعه ولكن صاحب الزجاجة يصل له الصوت وكأنه عبر مكبر .. يقترب .. يضرب بيديه .. يحركها .. يفرح .. يلهو .. وكأنه وجد أمرا سوف يدخل إلى نفسه البهجة والسرور وذلك ما كان يفتقده .. داخل الزجاجة حاول أن يوقف القط ويرجوه أن يتوقف عند تلك الحركات التي يمارسها مع الزجاجة فقد كان يدحرجها في شكل دائري وهو يدور معها والابتسامة على وجه لم يكتف بأن يلهو بنفسه وإنما وجهة دعوة لمجموعة من القطط كانت بالقرب منا حتى تأخذ نصيبها من المتعة صراخ وجلبة تحدثه القطط بين بعضها وهي تلعب وتلهو وهو داخلها لا يستطيع أن يفعل لها شيئا أصبحا ضعيفا بعد تلك القوة التي كانت لديه عندما كان خارج الزجاجة تعبت القطط وأصابها الملل فتركت الزجاجة مكانها ورحلت .

تلك الشرنقة التي وضع فيها كيف السبيل إلى الخروج منها حتى الحين لا يعرف ,, دخوله إليها كان شيء غريب والآن خروجه هو الأصعب القضية لا أحد يسمع صراخه وحتى حركته لا يلتفت إليها أحد فجأة أحد ما يرفع الزجاجة من الأرض ويهزها بقوة .. حتى اللحظة لا يعرف ذلك المارد الذي خرج له من حيث لا يدري يبذل جهدا حتى يحدده ويتعرف عليه .. تيار جارف من الهواء الساخن يدخل إلى رحم الزجاجة ويجعلها كأنها موقد نار يتساقط العرق منه .. ذلك العملاق كان ينفخ في فوهة الزجاجة وكأنه ينفخ بالونا .. يبعث إليه رسالات ولكن ذلك الطفل لا يكترث بكل تلك الإيماءات والإشارات ويواصل النفخ .. الكثير من اللعاب قد ولج إلى قرعها ومع العرق الذي تصبب منه أصبح في بركة قذرة كيف يتخلص من ذلك الوضع لا يدري .. لحسن حظه لقد الحمل الطفل الزجاجة من الأسفل وهنا أحرج كل ما بها إلا هو كان يأمل أن يخرج مع تلك الأوساخ ولكنه ظل مكانه .

استسلم للوضع الذي هو فيه وقرر أن يأخذ قسطا من الراحة لعله ينام ويستيقظ وقد خرج من زجاجته حاول دحرجت نفسه مع الزجاجة لكان به شيء من الدفء شجرة خضراء وجوارها ماء جار منظر مريح يساعد على النوم يضع يده أسفل رأسه ويخط في نوم عميق .. لم يشعر بشيء حول كان المكان يدب به الهدوء والسكينة لحظات ويسمع أذن لا يعرف لأي صلاة ,, ينهض من فراشه ويذهب إلى دورة المياه ويرفع رأسه في المرآة .. ويضحك .. لقد كنت أحلم .. با له من حلم ثقيل وتجربة صعبة أن تكون في حيز لا تستطيع الخلاص منه وفي مكان لا ترغب في البقاء به ولكن مع هذا كانت تجربة جميلة .. يكمل الوضوء ويخرج وينظر للساعة المثبتة في حائط الغرفة أنها الرابعة عصرا وذلك الأذان كان أذان العصر .

Exit mobile version