بداية مفرحة بدأها المنتخب الوطني في بطولة آسيا المقامة في قطر بعدما تقدم بهدف على المنتخب السعودي في أولى مبارياته بالبطولة، لكن تلك الفرحة لم تستمر لأكثر من ٧٥ دقيقة لتنقلب الموازين بعدها لصالح المنتخب السعودي بإدراكه التعادل ثم الفوز.
كانت المؤشرات تقول قبل المباراة بأن نسب الفوز للفريقين مناصفة لعدة معطيات قياسا على ماظهر عليه الفريقان قبيل المشاركة في المعترك الآسيوي ،فمنتخبنا ظهر بمستوى مقنع قبل المشاركة والعكس عند المنتخب السعودي الذي عانى في مبارياته الودية، كما عانى من المشاكل الداخلية من خلال (زوبعة اللاعبين مع مانشيني) والتي أقلقت الجماهير السعودية قبل إنطلاق البطولة والمباراة ، كذلك الاعتماد على العناصر الشابة،مايعني الحيوية في الأداء .
ورغم ان تلك المعطيات كانت حاضرة في المباراة خصوصا الشوط الأول لكنها للأسف تلاشت في الشوط الثاني.
وحتى نكون منصفين في ما آلت إليه المباراة من نتيجة والتي كانت أنصف بأن نخرج متعادلين ،فقد جاءت أبرز أسباب الخسارة هو الجانب التكتيكي ودور المدرب ،الذي بدأ الشوط الثاني بتغيير غير متوقع بدفع صلاح اليحيائي إلى مركز الهجوم وحيدا دون مساندة بعد سحب عصام الصبحي ما أحدث خللا في خط المنتصف بعد أن صال فيه اليحيائي وجال وصنع أكثر من فرصة كانت تحتاح إلى مجهود أكبر من المهاجمين لترجمتها لأهداف.
من الجوانب السلبية التي ظهرت على أداء الأحمر التراجع المبالغ إلى الخلف ،وزاد ذلك سحب المهاجمين وإستبدالهم بلاعبي وسط ومدافعين مامنح المنتخب السعودي الأفضلية في محاصرة منطقة جزاء منتخبنا وتكرار المحاولات تلو الأخرى حتى فك دفاعنا من خلال لعبتين أحدها من مجهود فردي وأخرى رأسية.
نتيجة مباراة السعودية الغالبية تحملها المدرب وعدم نجاعته في الحفاظ على التقدم أو الخروج متعادلا على أقل تقدير ليتفوق عليه الإيطالي مانشيني الذي قلبت تدخلاته وتغييراته في الشوط الثاني النتيجة لصالح المنتخب السعودي ،ومن الأسباب الأخرى جودة اللاعبين السعوديين الذين ينشطون في أفضل دوري عربي وآسيوي.
الخسارة دائما تكشف لك السلبيات التي يعد بعضها مباشرة وأخرى غير مباشرة ، وفي مثل الظروف والمشاركة في البطولات المجمعة علينا أن نقلب الصفحة سريعا وبدء صفحة جديدة إستعدادا للمباراة المقبلة أمام تايلند التي تعد حاسمة وتحدد مصير المنتخب من المنافسة والإستمرار ، وعلى الجهاز الفني أن يتابع لقاء تايلند وينسى ما حدث مساء الثلاثاء ويعد العدة لما هو قادم من الجانب النفسي والبدني والتكتيكي ،لأن الفريق التايلندي اظهر مستوى جيد أمام قرغيزستان، لكن قدرات وآمكانيات منتخبنا أفضل وعلينا إثبات ذلك فوق أرضية الملعب إذا ما أردنا أن نكون ضمن المنتخبات المتأهلة للدور الثاني، ففقدان ثلاث نقاط ليس نهاية المطاف ،لا تزال تتواجد فوق الملعب ست نقاط وخطفها يضمن لنا الصعود.
كلمة أخيرة لعشاق الأحمر وجماهيره ،كفيتوا ووفيتوا وأنتم دائما الوقود الذي يشعل حماسة اللاعبين .