فلتسمحي بالرحيل يا حبيبتي
ولتنفضي ما تبقى من همسك وأمسك
من ذكريات منك لم تكتفي
فلتسمحي بالرحيل
وعلى سلم الوعد.. كوني وارتقي
الخوف في غزة لم يعد خيار
لا ذنب فيها
لا خمول
لا عار
وكل من فيها بدا شجاعا
كلهم مغوار
فلتسمحي بالرحيل يا غزتي
ولتقبلي الموت كيفما يشاء
واستقبلي الأشلاء
واستقبلي الأحشاء
واستقبلينا دونما أسماء
هناك تحت الطوب
ودونما غطاء
هناك في الرجاء فتشي
واستقبلي هدية السماء
ولتسمحي بالرحيل
يا غزة الإباء
واحد..اثنان
مئة.. مئتان
ألف
ثمانية
هل أكتفيتم بهذه الأكفان
أم نطلب المزيد من رفح
ربما مجموعة ثانية
غرزة.. غرزتان
هذه الغرزة العاشرة
يا طفلتي اليتيمة الصغيرة
قد ارتقيتي في المنام
في لذة الحلم
في الظلام
في الساعة الثانية
عائلة … عائلات
قرى بأكملها.. مستشفيات
كم نحتاج برأيكم
لتكتفوا من شبابنا
من متاجر المسك
من دمائنا
تخاطبني أنا
لا.. لا… لست أنت
أخاطب الذين أوهموني بأنني منهم وأنهم مني
أخاطب الجموع التي لم يعرفوني
هيا… شاهدوني.. تعرفوا علي
لأنني لم أعد ذلك الصغير
وأن الحجارة في كفوفي أصبحت نفير
خفت.. توجعت
بكيت.. تألمت
وها أنا.. ها أنا.. تأقلمت
الحجارة في يدي أصبحت طائرة
تدق تلك الجباه الصاغرة
دموعي قنابل.. قنابل حارقة
أشلائي صاروخ يذكركم بالآخرة
شاهدوني الآن
هل عرفتموني
نعم أنا.. نعم أنا
آنا الطوفان
إلى جنة الخلد ياشهيد
ولتترك الحياة للعبيد
هناك يا حبيبي
ستبقى سعيد
إلى.. إلى.. إلى المدى البعيد