إذا من تصنيف تصنف به العواصم العالمية من حيث الألقاب كمدينة الجمال والأنوار ومدينة الضباب ومدينة السلام إلخ.. فنحن في سلطنة عُمان نملك مدينة فريدة من نوعها مابين مدن العالم ونفخر ونتفاخر بها ونتغنى بها وهي أكبر من مدينة بل محافظة ، محافظة ظفار التي تقع في جنوب سلطنة عمان وتحدها من الشمال الشرقي محافظة الوسطى، والجنوب الشرقي بحر العرب, ومن الغرب والجنوب الغربي مع الجمهورية اليمنية ومن الشمال الغربي صحراء الربع الخالي وتضم 10 ولايات: صلالة، طاقة، مرباط، رخيوت، ثمريت، ضلكوت، المزيونة، مقشن، شليم وجزر الحلانيات، سدح. حيث تعد المحافظة الأكبر في السلطنة من حيث المساحة.
يحق لنا كعمانيين أن نطلق على محافظة ظفار محافظة الخريف والرذاذ والضباب لما تتمع به هذه المحافظة من هبات ربانية منحها الله لهذه الأرض الطيبة ولهذه المحافظة الجميلة التي يُشَد لها الرحال سنوياً حينما يحل فصل الصيف في المنطقة لتكتسي ظفار بفصل الخريف والرذاذ والضباب والمطر حاملاً معه الكثير من الخير للجميع.
خريف ظفار ٢٠٢٤م مختلف تماماً عن السنوات العشر الأواخر الماضية من عدة جوانب أهمها طول فترة فصل الخريف الذي امتد لتسعين يوما عاشها أبناء محافظة ظفار وأشقائهم من أبناء السلطنة وضيوفهم من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وباقي دول العالم ، فصل غابت عنه الشمس لفترة طويلة واستمرت لقرابة الشهر وحضر الرذاذ يهمس بهمسات النسيم العطرة لجبال وسهول ظفار ليعطر بها زوار الخريف من توافدوا بكثرة يوماً بعد يوم للاستمتاع بأجواء الخريف الساحرة ومن المتوقع أن يصل عدد زوار محافظة ظفار هذا العام إلى فوق المليون زائر بحسب القراءات والمؤشرات والطلب المتزايد على الخدمات من الجهات المختلفة لراحة جميع زوار المحافظة.
جهود كبيرة مقدرة ومثمنة من قبل صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وبمتابعة من سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار إذ صاحب هذا الموسم التخطيط المسبق للبرامج والأنشطة والفعاليات التي ضمت ١٨٠ فعالية متنوعة في مختلف ولايات المحافظة بغية التنويع والابتعاد عن أماكن معينة وتوزيع التمركز المكثف المعتاد لتخفيف عبء الازدحام المروري الذي تشهده المحافظة طيلة الموسم ويسبب أرقا كبيرا لسكان المحافظة في عملية تنقلاتهم ومن هنا يطالب الجميع مقيم وزائر في إيجاد البدائل في الأماكن العامة المزدحمة ولعل أهمها الجسور لفك الاختناقات المرورية، كذلك نود أن نعرج إلى مسألة مهمة جداً تناولها الكثير من زوار المحافظة سواء من أبناء السلطنة أو من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي ألا وهي تنظيم أماكن الإيواء والإقامة والتي كانت حديث كل زائر وهذا الجانب يعنى بوزارة التراث والسياحة والتي يقع عليها الدور الكبير في القيام بتنظيم هذا القطاع بشكل أفضل مما عليه الآن وأن تضع يدها على هذا الملف لتخرج لنا بحلول لا تبخس فيه ملاك العقارات ويرضي المستأجرين وهي قادرة على ذلك من خلال إيجاد آلية معينة تسهل عملية العلاقة بين المالك والمستأجر بعيدا عن قبضة فئة من السماسرة التي تؤثر سلباً على سمعة البلد في المقام الأول وربما تنقل صورة غير طيبة عن سمعة السياحة في المحافظة.
جانب حيوي آخر كثر الحديث عنه ويتكرر سنوياً مع كل خريف بحكم الزيادة الكمية والعددية من مستخدمي طريق هيما ثمريت إذ يعيش كل من يقرر السفر براً إلى محافظة ظفار وكذا أهله في البيت حالة من القلق حتى يصل إلى وجهته سالماً لما يحصده هذا الطريق سنوياً من ضحايا حوادث السير المرورية نظراً لعدم ازدواجيته وعدم وجود إنارة على طول الطريق ، مشروع لم يرى النور ولا السرور منذ فترة طويلة ونسمع قعقعة ولا نرى ورودا تنثر على هذا الطريق ليصبح سالكاً بكل ما تحمله الكلمة ومن هنا نوجه نداءنا لكل من يعنيه الأمر وليس فقط لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بل يجب أن يتدخل الجميع من محافظي الوسطى وظفار ووزارة التراث والسياحة وأعضاء مجلسي الشورى والبلدي في الإسراع لحل هذه الإشكالية من عدم تنفيذ ٤٠٠ كيلو متر ما تبقى من رصف إزدواجية هذا الشارع.
رسائل شكر نسجلها لوزارة الإعلام للدور الكبير الذي قامت به ممثلة في جميع طواقمها التلفزيونية والإذاعية على التغطية الكبيرة المميزة طيلة فترة خريف ظفار ٢٠٢٤م بدون شك جهود كبيرة بذلت على مدار الساعة اشتملت على تغطية جميع الأنشطة والفعاليات في مختلف المواقع ونقل صورة سياحية وحضارية وتاريخية مشرفة تسهم في الترويج للسلطنة بشكل عام ومحافظة ظفار بشكل خاص، كما لا ننسى جهود جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية ووسائل الإعلام المختلفة لإسهامهم في هذا الحدث السياحي والاقتصادي السنوي الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر.