مسقط – العربي
استضافت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية اليوم أعمال منتدى الأسرة الخليجية 2023 “منتدى الأسرة الخليجية المعاصرة بين التحديات والتطلعات”، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.
ويتزامن تنظيم المنتدى مع الاحتفال بيوم الأسرة الخليجية الذي يوافق الـ14 من سبتمبر من كل عام، ويتناول دور الأسرة الخليجية في حماية القيم لدى أبنائها في ظل المتغيرات العالمية، وأثرها في تنشئة جيل أكثر إنتاجية لاستثمار فرص المستقبل، ودور وسائل الإعلام الحديثة في غرسها وتنميتها.
وأكد معالي الدكتور وزير الإعلام أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء الفرد والمجتمع، وتدارس دورها والتحديات التي تواجهها الأسرة الخليجية من خلال “منتدى الأسرة الخليجية 2023 “، يحمل أهمية كبرى، خصوصًا مع الأوضاع الحياتية المستجدة في العالم المعاصر التي تفرض واقعًا وظروفًا وأنماطًا معيشية غير معروفة في الماضي.
ووضّح معالي راعي المناسبة في تصريح صحفي أن التقنيات الحديثة تأتي بدورها بظواهر لها آثار كبيرة على الأسرة، وتتباين تلك الآثار بين الإيجابية التي تعزز تماسك الأسرة وبنائها، والسلبية التي تفرض تحديات تخلخل كيان الأسرة وقدرتها على أداء أدوارها في بناء الفرد والمجتمع.
ولفت معاليه إلى أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – يؤكد دائمًا على حماية الأسرة وتعزيز قدرتها على التعامل مع تحديات العالم المعاصر، خصوصًا الاستخدام السلبي غير البنّاء للتقنيات الحديثة، وحمايتها من التوجهات المزعزعة للبناء الأسري ودور الأسرة التربوي وللهويّة والقيم الاجتماعية، من خلال ترسيخ المبادئ والقيم الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، وحث الأسر على الأخذ بأيدي أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة.
و قالت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية في كلمة الوزارة، إن المجتمع الخليجي المحافظ على هويته وثقافته ينعم بكيان أسري متماسك بقيمه ومبادئه، ومحقق لأهدافه، ومشارك للمختصين وأصحاب القرار في الدفع بمسيرة التنمية الأسرية لدول الخليج إلى آفاق وتطلعات وطموحات أوطانهم.
وأضافت: إن تنظيم منتدى الأسرة الخليجية 2023 يأتي تعزيزًا لمكانة الأسرة الخليجية ودورها في المجتمع وسعيًا للنهوض بها لتكون أسرة أكثر قوة وذلك بمشاركة الخبراء والباحثين والمهتمين بالأسرة لتبادل الخبرات والمعارف بينهم، وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة التحديات ووضع المقترحات التي تسهم في تنمية الأسرة الخليجية.
وأشارت في ختام الكلمة إلى أنه يؤمل من المنتدى أن يخرج بأفكار ومقترحات تسهم في تحقيق التنمية للأسرة الخليجية المتوافقة مع متطلبات العصر بما لا يخل بتركيبة القيم الاجتماعية بين أفراد المجتمع الخليجي المتماسك الذي لا يزال محافظًا على عاداته الاجتماعية التي تجمع بين التعاون والترابط الأسري والبحث والاطلاع في مستجدات مختلف العلوم والمعارف.
وفي السياق ذاته أكد سعادة خالد بن علي السنيدي الأمين المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في كلمة له، على اهتمام قادة دول مجلس التعاون بشؤون الأسرة بجميع فئاتها، من خلال التوجيه بدراسة درء التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام على النشء، وتكليف الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بسلطنة عُمان بدراسة تقييم واقع وبرامج ثقافة الطفل وكيفية تطويرها، بالإضافة إلى الاهتمام بالمرأة وفئة كبار السن وتوفير كافة سبل الراحة.
وقال: إن دول مجلس التعاون في تطور مستمر، وتواكب أهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات، وخاصة في مجال الأسرة بجميع فئاتها، ومن ذلك التصاعد السريع في مشاركة المرأة الخليجية بميادين العمل في دول المجلس، مبيّنًا أن نسبة المقاعد التي تشغلها المرأة في المجالات التشريعية وصلت إلى 50% في بعض دول المجلس، وفي المناصب الإدارية إلى 44% ، وتفوّق وجود المرأة في بعض الوظائف مثل التعليم.
ولفت إلى أن دول مجلس التعاون حرصت على الطفل الذي يُعد اللبنة الأساسية للارتقاء بدول المجلس، وتوفير الخدمات الأساسية في مدارسها التي بلغت نسبة توفرها 100% بالإضافة إلى البنية الأساسية المناسبة للطلاب من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومرافق صحية أساسية وبلغت نسبة توفرها 60% من إجمالي المدارس في دول المجلس.
وبيّن أن إحصاءات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضّحت أن عدد الأطفال دون سن الخامسة عشرة بدول مجلس التعاون يبلغ (12.6 مليون طفل)، ويمثّل الذكور (51.1%)، فيما تمثل الإناث (48.9%) من عدد الأطفال.
وشهد المنتدى في يومه الأول عقد ثلاث جلسات حوارية؛ جاءت الأولى بعنوان “قيم الأسرة الخليجية وأثرها في تعزيز التماسك الأسري”، وتضمّنت أوراق عمل تناولت دور الأسرة الخليجية وأثرها في تعزيز التماسك الأسري، والأسرة الخليجية ودورها في تعزيز قيم المواطنة في دول الخليج العربية، ودور المؤسسات المجتمعية في تعزيز قيم الأسرة الخليجية، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام الحديث في غرس وتنمية القيم في الأسرة الخليجية.
فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان “أفضل الممارسات والسياسات لحماية الأسرة الخليجية”، متضمنة أوراق عمل تحدثت عن برامج الحماية الاستباقية للأطفال في دول الخليج العربية، والتجارب والممارسات الخليجية لحماية الأسرة من العنف، والرؤية المستقبلية للرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح في دول الخليج العربية.
وفي الجلسة الثالثة بعنوان “البُعد المستقبلي لواقع الأسرة الخليجية في ظل الثورة الرقمية” تطرقت أوراق العمل إلى واقع الأسرة الخليجية في ظل التحولات والتغيرات التكنولوجية الحديثة والمتسارعة، والأسرة الخليجية ودورها في استخدام أبنائها للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دور الأسرة في مواجهة إدمان الأبناء للأجهزة الإلكترونية.
حضر افتتاح أعمال المنتدى معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وعدد من الشخصيات على المستويين المحلي والخليجي، والخبراء بالمنظمات الخليجية المعنية بشأن الأسرة، وعدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي من الجامعات والمراكز البحثية والمراكز المعنية بالأسرة.