وكالات – العربي
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه مستعد الآن لشن هجوم مضاد طال انتظاره، لكنه خفف من توقعات النجاح بتحذيره من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت وسيحمل تكلفة باهظة.
وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، السبت “نحن نعتقد بقوة أننا سننجح في ذلك” فيما يستعد جيش بلاده لما يمكن أن يكون أحد أكثر مراحل الحرب أهمية لأنه يهدف إلى استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا منذ بداية غزوها العسكري. وتابع “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر لأكون صريحاً، يمكن أن يسير في عدة طرق مختلفة تماماً. لكننا سنفعل ذلك، ونحن جاهزون له”.
مخاوف أوكرانية مشروعة
وفي حوار استمر ساعة مع رئيسة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال إيما تاكر في أوديسا، قال زيلينسكي (45 عاماً) إنه يخشى أن تؤدي الانتخابات الأمريكية العام المقبل إلى وصول إدارة أقل دعماً لبلاده، ودعا منظمة حلف شمال الأطلسي إلى تقديم مسار واضح لعضوية كييف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وحث زيلنيسكي الصين على محاولة “كبح جماح” روسيا، وقال إن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت أمريكية الصنع لحماية المواطنين من القصف الجوي، وحماية قوات الخطوط الأمامية. وأقر في الوقت ذاته علانية بالتفوق الجوي الروسي على الخطوط الأمامية، مشيراً إلى أن الافتقار إلى الحماية من القوة الجوية الروسية يعني أن “عدداً كبيراً من الجنود سيموتون” في الهجوم الوكراني المضاد.
وقال إن أوكرانيا كانت تود الحصول على المزيد من الأسلحة التي يزودها بها الغرب خلال هجومه المرتقب، مع ذلك، أكد الاستعداد للتحرك. وتابع “نود الحصول على أشياء معينة ، لكن لا يمكننا الانتظار لأشهر”.
وأشار إلى أن القوات البرية الأوكرانية “أقوى وأكثر تحفيزاً” من القوات الروسية المعتدية في محاولتها السيطرة على ما يقرب من 20% من أوكرانيا في شرق البلاد وجنوبها.
لحظة محورية
ويعتبر “الهجوم المضاد” لحظة محورية بالنسبة لزيلينسكي، الذي يقود أوكرانيا خلال الحرب إلى “صدارة عالمية” مع تشكل ملامح الدعم العسكري الغربي والمناورات الدبلوماسية حول مستقبل أوكرانيا المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي انحرف عن “عبارات الامتنان” للداعمين الغربيين على تسليمهم الأسلحة إلى بعض الكلمات “المحبطة” بسبب إحجامهم عن إعطاء أوكرانيا كميات أكبر من الأسلحة الضرورية والقوية في ذات الوقت لصد الغزو الروسي، فيما عكست تصريحاته التوازن الذي يجب أن يجده بين الضغط للحصول على ما يحتاجه للاحتفاظ باستقلال أوكرانيا والدعم السياسي المحلي مع عدم دفع الحلفاء (امريكا والاتحاد الأوروبي) بعيداً وتقويض دعمهم المستمر لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي إنه “على علم بأن القادة الغربيين ينتقدون أحياناً نبرته القاسية، لكنهم لا يفهمون لماذا يقوم بذلك مستدركاً في انتقاده للداعمين أنهم “كانوا يغذون بلاده بـ”التنقيط” مع علمهم أن الدعم المالي والعسكري سيحمي الأرواح ويساعد أوكرانيا في تحقيق هدفها ودحر الغزو الروسي عن بلاده، قائلاً “إذا لم تكن أوكرانيا قادرة على الصمود في وجه روسيا سيتطور طمعها ليس باوكرانيا وحدها بل سيذهب إلى أبعد من ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، صعّدت أوكرانيا هجماتها بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد روسيا حتى داخل أراضيها، بهدف شل خطوط الإمداد الروسية قبل الهجوم المضاد، مع قيام متطوعين روس مدعومون من أوكرانيا بشن غارات عبر الحدود بهدف إجبار روسيا على إبعاد قواتها عن الخطوط الأمامية داخل أوكرانيا، فيما أشار مسؤولون غربيون إلى أنهم يعتقدون أن “الهجوم المضاد الأوكراني وشيك، وأن كييف كانت تنتظر ينتهي موسم الشتاء القارص”.
مكاسب ضئيلة
وأسفرت الجهود الهجومية الروسية هذا العام عن مكاسب ضئيلة، بما في ذلك الاستيلاء على مدينة باخموت الشرقية الصغيرة، لكنها أودت بحياة الآلاف وأدت إلى توترات بين الجيش الروسي وقياداته العسكرية وحركة فاغنر شبه العسكرية الروسية والقوات الشيشانية التي تدعم عملياتها.
وقال مسؤول غربي للصحيفة إن “الداعمين الغربيين لأوكرانيا يدركون أن هجوم كييف لن ينهي الحرب، لكنهم يريدون ايصال رسالة مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها بـ”عدم جدوى استراتيجيته المتمثلة في “قضم” الأراضي الأوكرانية على أمل انحسار الدعم المالي والعسكري في ذات الوقت.