ان اساس التطور هو “التفكير” و “الابتكار” و “التنفيذ الصحيح” لهذه الافكار، وهذا التطور يشمل كل مجالات الحياة ان كانت اقتصادية سياسية اجتماعية فكرية وغيرها، وان كل تطور يؤدي الى تفوق وتقدم وثراء، كما يؤدي الى تجاوز الازمات وتغيير المجتمع وتحديثه وزراعة افكار وعادات وتقاليد جديدة مواكبة للحداثة مواكبة للزمن الحالي، كل ماذكر يبدا من شخص “مُفكر” استطاع ان يبتكر بتفكيره شيء جديد في اي مجال، وتم استخدام هذه الفكرة التي قد تصبح اسلوب عمل او نظرية عالمية او توجه اجتماعي، وعلى سبيل المثال الماركسية والشيوعية والراسمالية فكر كما هو حال العولمة وكل النظريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كلها بدأت من “فكرة” وصارت اسلوب حياة لشعوب ودول وغيرت تاريخ البشرية.
كيف يظهر المفكرون
ان التعليم النوعي والقراءات الكثيرة والمشاركات العلمية ليست ضرورة لصناعة شخص “مُفكر” على غرار ( جون لوك الملقب بابو الليبرالية الذي اسس لمبادئ الإنسانية والحقوق الفردية او كارل ماركس منظر الشيوعية او ادم سميث مؤسس مدرسة الفكر والنظرية الراسمالية ) بل هي قدرة خاصة او موهبة يتميز بها الانسان عن غيره، يصنع بها نفسه ويبتكر من افكاره شيء جديد ان كان (نظرية، اسلوب عمل، رؤية، فلسفة) او غيرها يسهم في تغيير جذري لمجتمعه او اسلوب عمل او دولته ودول اخرى.
اذا المُفكر يظهر كموهبة قد تسهم في تغيير كبير، لذلك يجب ان يلقى الرعاية الحكومية التي تجعله يتفرغ تماما للتفكير وصياغة افكار واساليب عمل او نظريات جديدة.
كيف هي الرعاية الحكومية للمفكرين
تكمن رعاية الحكومة للمُفكرين في ابعادهم عن مشاكل الحياة والمعاملات وتوفير لقمة العيش والبحث عن عمل لزيادة الدخل المادي وكل شيء يشتت وقتهم وفكرهم من اجل استثمارهم وتسهيل حياتهم لابتكار شيء جديد، ان الرعاية الحكومية للمفكرين لن تكون مكلفة خاصة وانهم يعدون على عدد الاصابع، كما ان الرعاية الحكومية ليست اثراء الافراد لان الثراء المادي قد يؤدي الى التراخي وعدم الانتاجية، فالرعاية تسهيل وتوفير ماهو ضروري للعيش ضمن الطبقة المتوسطة.
ماذا تقدم الرعاية الحكومية للمُفكرين
تقدم الرعاية الحكومية للمفكرين التالي
راتب شهري جيد يتناسب مع متطلبات الحياة ويحافظ على كرامة المُفكر ويجعله ضمن الطبقة المتوسطة.
انجاز المعاملات بكل انواعها عن طريق تخصيص موظف لاتمامها او توفير المعاملة الخاصة السريعة للمفكرين لانجاز مايحتاجون.
تامين الرعاية الطبية.
تقديم الخصومات على السفر الخارجي والداخلي والتسوق من المنافذ الحكومية وغيرها من تسهيلات.
تقديم مساعدين لاتمام كافة البحوث والدراسات او المراسلات او تسهيل اجراءات الحصول على معلومات من المؤسسات الحكومية، حيث يحتاجها المفكر لانجاز مايصبوا اليه.
ماهي اهمية المفكرين ؟
تعتمد اهمية المفكرين على النقاط التالية :
ابتكار نظريات جديدة قد تسهم في تغيير جذري وكبير في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
تقديم مقترحات واساليب عمل وفكر جديدة تسهم في تطوير الواقع.
تقديم محاضرات وندوات للطلبة والمجتمع حول كافة المواضيع وفتح باب النقاش والتفكير.
تاليف الكتب البحوث وكتابة المقالات واعداد تقارير حول القضايا التي تسهم في تطوير المجتمع ودراستها بشكل معمق.
تقديم الاستشارات الخاصة الى المدراء العامين ورؤساء الحكومات وباقي المناصب العليا المسؤولة عن اتخاذ القرارات الحكومية.
كيف يتم اختيار المُفكرين؟
قد تكون اصعب مهمة هي اختيار المفكرين بشكل صحيح، ولكن هناك خطوط عامة تميز من يستحق الدعم الحكومي وتسهل عملية اختيارهم وهي:
العمر، يجب ان يبلغ الـ ٥٠ او ٦٠ من عمره وليس اقل من ذلك.
ان يمتلك خبرات طويلة في مجال عمله او مجالات عمل اخرى.
ان تكون له مؤلفات كتب وبحوث ومقالات علمية اكاديمية عملية في مجاله او مجالات اخرى.
ان تكون له نظريات او فرضيات او طروحات قد عمل عليها طويلا وقد نفذها واظهرت نتائجها او يحتاج الى تسهيلات لاظهار نتائجها، تكون جديدة غير مستنسخة عن افكار اخرى، لها ايجابيات كبيرة على المجال الذي تدرسه.
ان يكون مشاركا ومتحدثا وقد طرح مايملكه من افكار ونظريات جديدة في الندوات والمؤتمرات والاجتماعات العلمية الخاصة بمجاله.
بالاضافة لذلك عملية اختيار المُفكرين قد تكون ظاهرة للعيان بسبب محاضراتهم وشهرتهم وما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي من نظريات وفرضيات تجذب الجمهور بالتالي هم ظاهرون للعيان، وايضا يمكن تشكيل لجنة من خبراء لها قانون وشروط تقيم هذا الشخص لاعطائه لقب “مُفكر” ليحصل على الدعم الحكومي الذي يحوله الى مبتكر لشيء قد يغير العالم.