لاشك أن الكثير أو البعض منا يفكر في هذه الحياة لتحسين وضعة الاجتماعي ورفع مكانته الإجتماعية بين أوساط المجتمع بل يسعى من خلال استغلال جميع الفرص التي تتاح له متى ما وجد المجال الخصب الذي يحلم به سواء على نطاق العمل الذي يفنى أوقات العمر فيه ليصل به إلى أعلى المناصب المرموقة أو من خلال المحيط الذي يعيش في وسطه والتي تتعدد به الفرص الكثيرة ليصل إلى الأماكن التي يحلم بأن يصل اليها، إذ نجد اليوم المجال متاح لكل من يجد في نفسه الكفاءة والثقة والخبرة والقبول نحو الوصول لمنصب ما.
لاشك أن الوصول لتلك المناصب ليست حكراً على فئة معينة من أفراد المجتمع متى ما اجتمعت وانطبقت فيه وعليه الشروط، إذ أن المجال متاح لكل من يجد في نفسه الكفاءة لتحقيق المنفعة العامة ومن يملك الثقة في نفسه إضافة لبعض من الخبرة التي تعينه وتعاونه في تسيير مهام عمله وواجباته المقبل عليها متى ما لمس القبول من أطياف المجتمع منهم شركاء في الدفع به ليكون ممثلهم في تلك المناصب، وأخيرا الوصول لمرحلة التنافس كما هو الحال في أي سباق انتخابي للوصول لمنصب ما. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وهذا حق مشروع لكل شخص يجد في نفسه تلك السمات ولكل مجتهد نصيب.
ومن هذا المنطلق ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الشورى العماني للفترة العاشرة التي سخنت وتيرتها وارتفعت درجة حرارتها وغليانها ونحن على بعد أيام معدودة منها ومن خلال الدفع بمن يمثلنا تحت قبة المجلس يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري، إذ نجد أن هناك حراك كبير وغير عادي ارتفعت فيه وتيرة عمل المترشحين وفرق عملهم للوصول لعضوية المجلس وأصبحوا لايدركون الليل من النهار فقد بات تحقيق حلم الوصول إلى عضوية المجلس قريبة جداً.
هذا الحراك الذي يتطور من فترة لفترة إذ بدأ يحذو حذو الطرق الانتخابية الحديثة حيث تعد هذه النقلة النوعية من هذا العمل تطور في طرق عمل تلك الحملات، قد تكون موجودة في فترات سابقة لكن تختلف من حيث نقل تجارب الآخرين والاستئناس بها نراها اليوم حاضرة في هذه النسخة من خلال وجود تلك الحملات المتمثلة في العلاقات العامة والاتصالات التي تقوم بالحملات الترويجية والدعايا الانتخابية لدعم المترشح لضمان الوصول للحصول على عدد أكبر من الأصوات (حتى وإن كانت وعود) وقد لا نختلف في ذلك ولكن ما يلاحظ على تلك الحملات أنها أصبحت تمارس ضغوط كبيرة وكثيرة على من وردت أسماؤهم في قائمة من يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات،
إن كنا قد أشرنا إلى تطور عمل تلك الحملات وما تحمله من جوانب إيجابية من تطور في طرق العمل لابد لنا هنا أن نشير في ذات الأمر إلى الجوانب السلبية المصاحبة لهذه الحملات من حيث كمية الضغط التي تمارسها كالاتصالات الهاتفية وكمية الرسائل النصية التي تقوم بإرسالها بشكل يومي عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تشكل إزعاجاً كبيراً لدى البعض إذا ما علمنا بأن بند الدعايا للمترشح حق مكفول أتاح له القانون في زمن وفترة معينة فقط لعمل الدعايا الانتخابية ولكن ما نراه اليوم أصبح يشكل إزعاجا كبيرا من كمية الاتصالات أو سيل الرسائل التي تنهمر بشكل يومي تحمل في طياتها وسائل وفنون الإقناع لترشيح المترشح الفلاني أو طرق استمالة الأشخاص في كيفية الحصول على الأصوات التي يبحث عنها المترشح.
لعل البعض لا يدرك تبعات أمر هذا الإزعاج الذي تمارسه بعض الحملات للتأثير على الآخرين من خلال الأساليب التي تتبعها والذي قد يصل الأمر فيه إلى خلق نوع من المشاحنات والبغضاء بين الأخوة والأصحاب قد يصل الأمر إلى أفراد العائلة الواحدة من حيث الاتفاق على مرشح ما، لذلك نقول لتلك الحملات اتركوا الناس وشأنهم في اختيار مرشحهم بحرية دون ممارسة الضغوط عليهم فالجميع قد عرف وسمع عن المترشحين لانتخابات مجلس الشورى للفترة العاشرة كلاً في ولايته وبدون شك كلاً قد حدد خياراته وفق قناعاته دون إملاءات والابتعاد عن استخدام أسلوب العاطفة القبلية أو العائلية أوالأسرية أو الأخوية كيفما كانت الطريقة أو كيفما كان نوعها وشكلها واتركوا الناس لممارسة حقوقهم المشروعة من حريات وقناعات شخصية كيفما يرونها.