ما يقارب من ١٨٠٠ مشارك ومشاركة من ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها الحركية والسمعية والبصرية فجروا طاقاتهم وكشفوا عن مكنوناتهم وقدراتهم على المستوى الذهني والفكري والمعرفي والرياضي من خلال النسخة الرابعة لمهرجان ذوي الإعاقة الذي أقيمت خلاله العديد من الفعاليات ،حيث جاء مهرجان هذا العام أكثر شمولية وتنوعا في فعالياته وأنشطته .
وشهد المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب تفاعلا كبيرا ومشاركة واسعة أكدت نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه.
وتمحورت الرؤية الاستراتيجية للمهرجان حول إيجاد مجتمع واعٍ ومتماسك ومتمكن اجتماعيا واقتصاديا يحوي كلا من المرأة والشباب ذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجا، ورفع ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية والصحة والمنافسة محليا وإقليميا ودوليا، حيث يهدف المهرجان في إكتشاف المواهب وتمكينها للمشاركة في المحافل الدولية للمنافسات البارالمبية التي سبق وأن حقق رياضييونا من ذوي الإعاقة خلالها نتائج إيجابية آخرها في الصين هذا العام.
وشهدت هذه النسخة تحولا جذريا من حيث الكم والكيف مقارنة بالنسخ الثلاث الماضية ويوضح ذلك جليّا من خلال زيادة أعداد المشاركين ونوعية البرامج المنفذة التي تنوعت بين الرياضية والثقافية والفنية والزيارات إلى معالم حضارية والبرامج التوعوية والندوات المتخصصة التي التي نفذت، وما الرقم الكبير المشاركة إلا دليل على الرغبة العميقة لهذه الفئة في أن يكون لها دور في هذه التظاهرة التي تعتبرها نافذة لإظهار إمكانياتها المختلفة.
إن مثل هذه المهرجانات ليست مجرد تجمع لهذه الفئة ، بل علينا أن نفهم احتياجات وتحديات الأشخاص ذوي الإعاقة وأن يتم العمل من أجل إنشاء مجتمع أكثر شمولية وعدلا لهؤلاء الأشخاص الذين يعدون جزء أصيل من نسيج المجتمع العماني، ولهم الحق في المشاركة الكاملة في جميع المجالات وأن نجعلهم يشعرون بأنهم جزء فاعل قادر على العطاء، فهم يرفضون أن نشعرهم بالشفقة كونهم ذوي أعاقه ،بل هم في الواقع أقوياء وملهمون ومبدعون ومنجزون كلما أتيحت لهم الفرصة لتحقيق ذلك .
نأمل أن تتكرر مثل هذه المهرجات وأن يدعم المجتمع من خلال مؤسساته الحكومية والخاصة إقامة عدة مهرجانات لهم طوال العام ،فهم دائما يكررون: ” الإعاقة لا تضعفنا ،بل تزيدنا قوة”.