وكالات – العربي
قامت الصين بإجراء مناورات جديدة في مضيق تايوان أمس السبت، اعترضت خلالها مدمرة أمريكية كانت في مهمة مشتركة مع أخرى كندية، حسب ما أعلنت البحرية الأمريكية.
وقال الأسطول السابع للبحرية الأمريكية إن المدمرة “يو.إس.إس تشونغ هون” التي تحمل الصواريخ الموجهة، والسفينة الحربية “إتش.إم.سي.إس مونتريال” الكندية، أجريتا عبوراً روتينياً للمضيق، عبر المياه التي تطبق فيها حرية الملاحة في أعالي البحار والتحليق في أجوائها وفقاً للقانون الدولي.
تحركات خطيرة
واتهمت البحرية الأمريكية أمس، سفينة صينية بالقيام بتحركات خطيرة حول مدمرة أمريكية في مضيق تايوان، بعد أقل من 10 أيام على وقوع حادث جوي بين البلدين في المنطقة.
وقالت القيادة الأمريكية في بيان: إن “السفينة الصينية قامت بمناورات خطيرة بالقرب من تشونغ هون، المدمرة الأمريكية التي كانت تبحر في المضيق”، وأضافت أن “السفينة الصينية تجاوزت تشونغ هون من الجانب الأيسر ثم اعترضت طريقها على بعد 150 متراً”، موضحة أن المدمرة تابعت مسارها وأبطأت إلى سرعة 10 عقد لتجنب الاصطدام.
وتابع البيان أن “السفينة الصينية مرت مجدداً أمام مقدمة تشونغ هون من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر على بعد 2000 متر، وواصلت الإبحار إلى جانب المدمرة الأمريكية التي اقتربت منها إلى مسافة تبعد عنها أقل من 150 متراً”.
ووقع هذا الحادث عندما كانت السفينة “يو إس إس تشونغ هون” وهي مدمرة من نوع إيجيس تابعة للأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، تبحر إلى جانب السفينة الكندية “إتش إم سي إس مونتريال” في مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 180 كيلومتراً ويفصل الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي عن الصين القارية.
اختلاق المشاكل
ومن جهته، قال الجيش الصيني إنه راقب مرور السفينتين لكنه لم يذكر أي حوادث، وصرح المتحدث باسم القيادة الشرقية للصين الكولونيل شي يي إن “الدول المعنية تختلق عمداً مشاكل في مضيق تايوان، وتتعمد تأجيج المخاطر وتقوض بخبث السلام والاستقرار الإقليميين”.
وتثير هذه التحركات غضب الصين التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد أنها تمتلك حقوقاً سيادية في المضيق، وهذا الحادث هو الثاني بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة خلال أقل من10 أيام.
وصرح عسكريون أمريكيون في 26 مايو(أيار) الماضي، أن طياراً صينياً قام بـ”مناورة عدوانية غير مبررة” بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي. وقال متحدث عسكري صيني حينذاك إن “الطائرة الأمريكية اقتحمت عمداً منطقة تدريب في الصين للقيام بعمليات استطلاع”.
تكثيف التعاون
وفي سياق متصل، اتفق وزراء دفاع اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والفلبين أمس، على تكثيف التعاون الأمني في محاولة لتعزيز حرية وانفتاح المحيطين الهندي والهادئ وسط النفوذ البحري المتزايد للصين في المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية، أن الاجتماع الذي عقد على هامش قمة أمن آسيا السنوية في سنغافورة، كان أول محادثات على مستوى وزراء الدفاع على الإطلاق تشارك فيها الدول الأربع. وأكد وزراء الدفاع “أن لديهم رؤية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة ويبذلون جهوداً جماعية لضمان استمرار الرؤية”، وفقاً لوزارة الدفاع اليابانية.
وأضافت أن “وزراء الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا، والأمريكي لويد أوستن، والأسترالي ريتشارد مارليس، والفلبيني كارليتو جالفيز، بحثوا القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك وفرص توسيع التعاون”.
ومن بين الخطط التي يجري النظر فيها تسيير دوريات بحرية مشتركة لسفن الدول الأربع في بحر الصين الجنوبي، وذلك لهدف واضح هو مراقبة تحركات الجيش الصيني والعمل كرادع، بحسب مصدر دبلوماسي.