قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، إن معبر رأس اجدير يتجاوز سلطات بلاده، في إشارة إلى التوترات الأخيرة في ليبيا التي عرقلت الحركة عبر المنفذ المشترك، معتبرا في موضوع آخر «الآلية الثلاثية التشاورية مع الجزائر وطرابلس لا تشكّل بديلا عن اتحاد المغرب العربي».
وأوضح نبيل عمار أن بلاده تؤمن بأن «أمن ليبيا وتونس متلازمان، وأن كل ما من شأنه أن ينفع ليبيا ينفعنا وما قد يضرها يؤثر فينا»، وفق ما جاء على لسانه في مقابلة مع جريدة «الصباح» التونسية الصادرة الأربعاء.
المقاربة الفرنسية تجاه ليبيا
ودافع الدبلوماسي عن صدق وصواب المقاربة التونسية في التعاطي مع تطورات الأوضاع في هذا البلد الشقيق، حيث تحرص على تعزيز علاقاتها الثنائية في المجالات كافة، ودعمت المبادرات الرامية إلى إيجاد تسوية للأزمة في ليبيا. كما ذكّر برعاية مختلف المحادثات بين الأشقاء الليبيين من أجل مساعدتهم على التوصل للحلول التي يرتضونها لبلدهم دون التدخل في شؤونهم.
وأكد عمّار ثقة تونس التامة في قدرة الليبيين على تجاوز الظرف الراهن والتوصل للتوافقات الضرورية لضمان أفضل الظروف لتنظيم الاستحقاقات الانتخابية وإنجاحها، كما جدد استعدادها الكامل لدعم الحوار الليبي- الليبي بهدف التوصل إلى التسوية المناسبة التي تكفل تحقيق الأمن والاستقرار في دولة ليبيا وتحافظ على وحدتها وسيادتها، بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
معبر رأس اجدير
أما فيما يخص معبر رأس اجدير الحدودي مع ليبيا، فإن الأمر يتجاوز الجانب التونسي وفق قوله. مؤكدا على أهمية هذا المعبر للبلدين، آملا «تجاوز الإشكال، لا سيما أنه ليس لدينا أية إشكاليات في تونس بما من شأنه أن ينعكس سلبا على وضعية رأس اجدير».
وعرج وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين على اللقاء التشاوري الأول بين رؤساء الجزائر عبدالمجيد تبون وتونس قيس سعيد وليبيا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي. وقال إن «اللقاءات الثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر هي اجتماعات ذات طابع تشاوري هدفها الارتقاء بالعلاقات وتفعيل التعاون المشترك وفق خطط عمل جديدة وذات بعد يعزز التنمية والشراكة الإستراتيجية».
التشاور بين ليبيا وتونس والجزائر
وأكد أن هذه اللقاءات «تندرج في إطار الحرص المشترك لقادة البلدان الثلاثة على تعزيز التشاور والتنسيق حيال التحديات الأمنية ومجابهة المخاطر التي تحدق ببلداننا جراء استفحال ظاهرة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود».
وواصل «الآلية التشاورية الثلاثية تحرص على إقامة علاقات مع البلدان والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما أنها تبقى مفتوحة على كل إرادة سياسية صادقة ومخلصة تتقاسم ذات الأولويات للمشاركة البناءة في دفع العمل الجماعي المشترك وإثرائه، بعيدا عن سياسة المحاور ومخاطر التدخلات الخارجية».
الاتحاد المغاربي خيار إستراتيجي
وأكد وزير الخارجية التونسي أن «هذه الآلية التشاورية لا تشكّل بديلا عن اتحاد المغرب العربي الذي يظل خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا تعمل تونس وبقية الدول الأعضاء الشقيقة على تجسيده وتجاوز الصعوبات التي تعيق سير تفعيل أدائه».
وشرع الأمين العام للاتحاد المغاربي الجديد طارق بن سالم، بممارسة مهامه خلفا للدبلوماسي الطيب البكوش الذي كان على خلاف حاد مع الجزائر.