اليوم يشهد وطننا الأغلى على قلوبنا اطرادًا وتوسعًا غير مسبوق في كافة المجالات، وخاصة في المجالات العمرانية والتوسعية الإنشائية، وهذا كله يحتاج إلى شبكة من المواصلات الداخلية والخارجية، وتأمين سهولة التنقل من وإلى وداخل كل مدن وقرى ومحافظات المملكة، وبالتركيز الشديد على المدن الرئيسية الكبرى والتي تأتي على مقدمتها العاصمة الحبيبة الرياض، مما يلزم وجود خطة أمنية محكمة للإشراف على حركة المواطنين والمقيمين والزائرين على هذه الطرق، وهنا يأتي دور الإدارة العامة للمرور، كونها المسؤول المباشر تحت بقعة الضوء عن كل ما يحدث على طرقنا وشوارعنا، وهذا هو دور الإدارة العامة للمرور التي تتابع كل كبيرة وصغيرة، تؤمن وتراقب وتشرف وتطور وتحسن من كل ما من دوره حفظ الناس وممتلكاتهم وتأمين سهولة تنقلهم.
ولكوني من سكان الرياض، فالحديث هنا بالمتابعة المباشرة والاطلاع اليومي، فالتوسع السكاني والعمراني ولله الحمد متزايد بشكل كبير ومستمر، وبطبيعة الحالة مع قرب نهاية أعمال المترو الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من اكتماله، ناهيكم عن إقامة الكباري والجسور وتعبيد الطرق الذي كله يندرج تحت مسؤولية إدارة المرور والعمل المروري، مما يجعل من إدارة مرور الرياض خلية نحل لا يمكن لها ان تهدأ لأن كل مشكلة مرورية منها تعني مشكلة يعيشها سكان الرياض، نعم حاليًا نشهد حذر مع جائحة كورونا ولكن الحياة مستمرة والناس يتنقلون وينتقلون، ولا يمكن ان تلغي قاموس الاكتظاظ من عاصمة عالمية كالرياض، لكن حين ترى بأم عينك حجم التنظيم والإشراف والتواجد لكوادر مرور الرياض في كل زاوية وشارع وحي وطريق فرعي، فإن القبعة ترفع تحية لهذه المجهودات العظيمة.
بشكل دوري ومستمر نشهد من إدارة مرور الرياض وبمباشرة ومتابعة حثيثة من مدير عام المرور، حملات متخصصة توعوية أولاً, وتنظيمية ثانية، ومن ثم حملات متخصصة في أمور دقيقة وحساسة للغاية، وعدم التساهل في تطبيق الأحكام والأنظمة، خاصة بعد ظهور جائحة كورونا وما ترتب عليها من عمليات الحظر الصحي، وتطبيق شروط الصحة والتباعد، وهم أسوة ببقية جنود الوطن في الصحة والبلديات ونزاهة والعمل والتجارة…الخ، كلهم يخدمون الوطن والصالح العام بتضحية وتفاني منقطع النظير، وبما أننا قلنا كلمة “جنود” فلا يمكنني الخروج من دائرتها دون توجيه تحية إجلال وتعظيم إلى جنودنا المرابطون على حدود الوطن، وأخصص منهم الحد الجنوبي.
علينا كلنا أن نكون رجال مرور، أسوة بإخوتنا في إدارة المرور، أن نهتم ونراقب ونلتزم ونتعاون ونتواصل، ولا نتردد في السؤال والإستفسار، خاصة وأن إدارة المرور بشكل عام وكل إدارات المرور ومنها مرور الرياض، أبوابهم مفتوحة، وقنوات الاتصال معهم متوفرة، ولا تجد لديهم إلا كل تعاون ورُقي في التعامل ورغبة أكيدة في مساعدة الناس جميعًا، وهذا هو نهج رجالات المملكة حفظهم الله وهم من نبع سيد البلاد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ينهلون، وعلى الدرب بقيادة سيدي ولي العهد ماضون نحو مستقبل أفضل لوطن هو الأفضل عبر العصور كلها.